============================================================
و قد استخلفه عليه الصلاة والسلام في الصلاة فكان هو الخليفة حقا وصدقا. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "ادخل علي ال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم في اليوم الذي بدىء فيه فقال: ادعي إلي أباك وأخاك حتى اكتب لأبي بكر كتابا، ثم قال: يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر"(1).
اا وأما قول عمر: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني ابا بكر رضي الله عنه، وإن لا أستخلف فلم يستخلف من هو خير مني كما في مسلم، يعني النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فلعل مراده لم يستخلف بعهد مكتوب ولو كتب عهدا لكتيه لأبي بكر، بل قد آراد كتابته ثم تركه، وقال: لايأبى الله والمسلمون إلا أبا بكره، فكان هذا أبلغ من مجرد العهد، فإنه دل المسلمين على استخلاف أبي بكر بالفعل والقول، ال واختاره لخلافته اختيار راض بذلك، وعزم على آن يكتب بذلك عهدا هنالك، ثم علم آن المسلمين يجتمعون عليه، فترك الكتابة اكتفاء بارادة الله تعالى واختيار الأمة، ثم عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس، فلما حصل لبعضهم شك هل ذلك القول من جهة المرض أو هو قول يجب اتباعه؟ ترك الكتابة اكتفاء بما سبق، فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمة لبينه بيانا قاطعا للمعذرة، لكن لما دلهم دلالات متعددة على أن أبا بكر هو المتعين، وفهموا ذلك، حصل المقصوذ هنالك .
(1) البخاري: احكام 125/8، وفي المرضى 8/7، ومسلم: فضائل الصحابة 11 رقم 2387.
مخ ۱۸۵