============================================================
رضاه، فرد الله عليهم ذلك، فلا ينافي قوله تعالى: { ولوشاء ريك لامن من فى الأرض كلهم جميعا) [يونس: 99]، وقوله تعالى: { ولكن آختلفوا فمنهم من *امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) (البقرة: 253]، والحديث الصحيح الذي اتفق عليه السلف والخلف أن لاما شاء الله كان (1)، وما لم يشأ لم يكن"، ولقد أحسن القائل: فما شئت كان وإن لم أشأ وما شئث إن لم تشأ لم يكن وقد أجيب بأنه أنكر عليهم اعتقادهم أن مشيئة الله تعالى دليل على أمره به، أو أنكر عليهم معارضة شرعه وأمره الذي أرسل به رسله وأتزل به كتبه بقضائه، وقدره، فجعلوا المشيئة العامة دافعة للأمر، فلم يذكروا المشيئة على جهة التوحيد، وإنما ذكروها معارضين بها لأمره دافعين بها لشرعه كفعل الزنادقة وجهال الملاحدة إذا أمروا أو نهوا احتجوا بالقدر(2).
() (ما شاء الله كان) : أبو داود، وفيه بعده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما. إلخ، وانظر الأسماء والصفات بتعليق المحقق الكوثري ص 222.
(2) (احتجوا بالقدر): القدر جغل كل ما هو واقع في العالم على ما هو عليه من خير او شر ونفع ضر، وييان ما يقع على سنن القضاء في كل زمان ومكان، وهو تاويل الحكمة والعناية السابقة في الأزل، فالقدر في الغيب الذي استاثر الله بعلمه. انظر ص 84 من شرح الطحاوية للبابرتي، ولد سنة 712ه، توفي سنة 786ه. وقد علم أن قضاء الله وقدره قائم على علم الله تعالى المحيط بالماضي والحاضر والمستقبل وارادته العلية جل جلاله، ولما كان القدر غير معلوم لنا،=
مخ ۱۴۰