============================================================
منهما بالاعتبارين المعروفين (ماجت) أي : تحركت واضطربت (به) أي : القدم، أو النبي صلى الله عليه وسلم، وفي نسخة (بها) (الدأماء) اعلم : أن الشارح رحمه الله تعالى تكلم على هذا البيت بما فيه خفاء ونظر؛ لأنه جعل مفعول (آراه) الثاني : (ماجت) و( لو لم يسكن) شرطأ، جوابه محذوف؛ لدلالة الكلام عليه، وقال في (الدأماء) : هي بالمعجمة، كأنه أراد بها سرعة الحركة، وقال في حله: (ومن أوصافه صلى الله عليه وسلم أنه لو لم يسكن بالقدم المذكور حراء لما أراد التحنث فيه. ماجت به سرعة الحركة، واستمر اضطرابه به صلى الله عليه وسلم، كما أنه لما صعد أحدا.. تحرك به فقال : " أثبت أحد"، فذاك تسكين بالقول، وهذا بالفعل) اه ولم يظهر من هذذا الحل مع ما قبله من الإعراب معنى مطابق للنظم، وجعل سرعة الحركة فاعل (ماجت).. في غاية الخفاء، مع عدم المناسبة لما قبله، على أنه في "القاموس" لم يذكر الذأماء - بالمعجمة - أصلا، ولا لذأمه- بالمعجمة- معنى مناسبأ لسرعة الحركة ولا مقاربا لها أصلا، وإنما ذكر لأذامه ما قد يناسب سرعة الحركة، وهو الرعب، وعبارته في (ذأمه) بالمعجمة: (كمنعه: حقره وذمه وطرده وخزاه، والاذام : الرعب، وما سمعت له ذأمة: كلمة) اه وإنما ذكر (الدأماء) في المهملة فقال : (دأم الحائط كمنع : دعمه، وتدأم الماء الشيء: غمره، والفحل الناقة : تجللها، وتداءمه الأمر كتفاعله: تراكم عليه وتزاحم، والدأماء: البحر) ثم قال : (وجيش مدأم كمنبر: يركب كل شيء) اه والذي يتجه في حله : أن (ماجت) جواب (لو)، وأن (الدأماء) بالمهملة، وأنها البحر، وأن فيها الاستعارة المصرحة ؛ لأنه شبه الجبل بالبحر ؛ لأنه لما تحرك به صلى الله عليه وسلم. أشبه تحركه حينثذ تحرك البحر براكبه، وأن (ماجت) استعارة مرشحة؛ لأنها تناسب المشبه به، وهو البحر؛ إذ لا يستعمل ماج إلا في الماء، كما يصرح به كلام " القاموس" وحينئذ فالمعنى : واعلم : أنه لو لم يسكن صلى الله عليه وسلم بقدمه حراء قبل؛ أي: عند ابتداء تحركه به بقوله له: " أثبت حراء" إلى آخر ما مر في شرح قوله : (فاهتز به للصلاة فيها حراء).. لماج واستمر اضطرابه وتحركه إلى آخر الدهر؛ لما مر أنها هزة الطرب والسرور برقيه صلى الله عليه وسلم عليه،
مخ ۳۱۲