291

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

. وأما الثاني (1).. ففي مسلم : " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتل يضحي النهار ، فمن جاءها . . فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي " فسبق رجلان ومساه قبل آن يأتي، فسبهما، ثم اغترفوا له قليلا، فغسل به وجهه ويديه، ثم صب الغسالة في العين ، فجرت العين بماء كثير، ثم قال : " يا أبا معاذ؛ يوشك إن طالث بك حياة أن ترى ما ههنا قذ ملىء بساتين وعمرانا"(2) . وفي رواية " الموطا " وغيره: فانخرق من الماء ما له حس كحس الصواعق وصح- على مقال في بعض رواته- أن العطش اشتد بهم في غزوة تبوك حتى كادت رقابهم تنقطع، وكان الرجل ينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشريه، ويجعل الباقي على كبده، فسأله أبو بكر رضي الله عنه أن يدعو لهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أتحثون ذلك ؟ " قالوا : نعم، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتى سالت السماء، فانسكبت، قملؤوا ما معهم من آنية، ثم ذهبوا ينظرون فلم يجدوها جاوزت العسكر(3).

وفي " البخاري" في غزوة الحديبية نحو ذلك مرتين ، مرة أمرهم بوضع سهم من كنانته في محل الماء ففاض(4)، ومرة بوضع يده الشريفة في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه (5).

ومن أوصاف راحته صلى الله عليه وسلم أيضا أنه (أثمر النخل في عام) أي : في سنة غرسه (بها) أي: بسبب مس تلك الراحة الكريمة لذلك التخل في قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه التي ذكرها أصحاب السير، ابن هشام وابن سيد الناس وغيرهما، وحاصلها: أته صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة المنورة. أتاه سلمان وامن به، وكان مسترقا، فأمره صلى الله عليه وسلم آن يكاتب سيده، فكاتبه على (1) أي : نبع الماء من غير أصابعه، ولككن ببركتها.

(2) مسلم (10/706) في كتاب الفضائل، باب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (3) أخرجه ابن خزيمة (101)، وابن حبان (1383)، والحاكم (159/1)، والبيهقي في "الدلائل"(231/5) (4) البخاري (2529) (5) البخاري (3837)

مخ ۲۹۱