============================================================
وذكر المزني صاحب الشافعي رضي الله عنهما : أن هذا أبلغ من نبع الماء من الحجر بضرب موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ لأن الحجر يؤلف منه خروج الماء، ولا كذلك البدن: فمن جملة تلك المواطن : ما ورد في " الصحيحين" عن أنس : أن الناس احتاجوا لصلاة العصر، فلم يجدوا الماء، فأتي بوضوء، فوضع يده في ذلك الإناء، فنبع الماء من بين أصابعه حتى توضؤوا كلهم رضي الله عنهم(1) ، زاد البخاري : كانوا ثمانين، وأن الماء نبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه صلى الله عليه وسلم (2).
وفي رواية لابن شاهين : أنه وقع نظير ذلك في غزوة تبوك لما شكوا إليه، فطلب فضلة ماء، فاتي بها، فصبها في صحفة ثم وضع راحتيه فيها، فتخللت عيون من بين أصابعه، فرواهم وابلهم، وتزودوا منه وفيهما عن جابر: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من ركوة، فجاؤوه يشتكون العطش، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فتوضؤوا كلهم، وكانوا الفا وخمس مثة، بل قال جابر : لو كنا مثة ألف..
لكفانا(3) ، وفي رواية لأحمد عنه : فوالذي ابتلاني ببصري لقد رأيت عيون الماء تخرج من بين أصابعه كأمثال العيون (4).
وظاهر الروايات : أن الماء نبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع، وهو ما صححه النووي (5)، وجزم به غيره، وإنما استدعى قليل ماء تأدبا مع ربه، فإنه المنفرد بايجاد المعدومات من غير أصل نعم ؛ في رواية عند جماعة: أنه فعل ذلك مرة من غير ماء، لكن استدعى بشن يابسة، ووضع يده فيها، فنبعت عيون الماء: (1) البخاري (169)، ومسلم (2279) (2) البخاري (200)، وليس فيه ذكر أطراف أصايعه (3) البخاري (4152)، ومسلم (1856) 4) مسند أحمد (292/3) 5) انظر "شرح صحيح مسلم ،(38/15)
مخ ۲۹۰