============================================================
لتعاليه عن الجهة والمكان، فهو نهي عن تفضيل مقيد بالمكان لا مطلقا ومنها : أن قوله : (الأنبياء) يشمل من عرف منهم ومن لم يعرف، قال الله تعالى: منهمر من قصصنا عليلك ومنهم من لم نقصص عليلاك واختلفوا في عدد من عرف منهم، والمشهور فيه ما في حديث آبي ذر عند ابن مردويه في "تفسيره " : قال : قلت : يا رسول الله ؛ كم الأنبياء؟ قال : " مثة ألف وأربعة وعشرون ألفا" قلت : يا رسول الله ؛ كم الرسل منهم؟ قال : " ثلاث مئة وثلاثة عشر، جم غفير " قلت : يا رسول الله؛ من كان أولهم؟ قال : " آدم" ثم قال : "يا أبا ذر ؛ أزبعة منهم سزيانئون : آدم وشيث ونوح وآخنوخ، وهو إذريس ، وهو أول من خط بألقلم ، وأزبعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبئك يا أبا ذر ؛ وأول نبي من بني إسرائيل - أي : ممن بعد أولاد إسرائيل وهو يعقوب صلى الله على نبينا وعليه وعليهم وسلم - موسى، وآخرهم عيسى، وأول النبئين آدم، وآخرهم نبيك".
وروى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان في كتابه "الأنواع والتقاسيم" وصححه(1)، للكن خالفه ابن الجوزي فذكره في موضوعاته " واتهم به ابراهيم بن هشام (2)، قال الحافظ ابن كثير : ولا شك أنه تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هلذا الحديث، فالله أعلم . وبينت في شرح " المنهاج" في الخطبة : أن حديث كون الأنبياء مثة ألف وأربعة وعشرين ألفأ، وحديث كون الرسل ثلاث مثة وخمسة عشر. . صحيحان . فاعلمه (3) ، وروى أبو يعلى : "كان فيمن خلا من إخواني من ألأنبياء ثمانية آلاف نبي ، ثم كان عيسى أبن مزيم ، ثم كنت أنا "(2) .
(يا) حرف نداء للبعيد، أو القريب المنزل منزلته، وهو هنا إشارة إلى بعد (1) الاحسان (361).
(2) ذكر هذا الحديث الإمام السيوطي رحمه الله في الدر المنثور" (746/2) وقال : (أخرجه ابن حبان في "صحيحه "، وابن الجوزي في " الموضوعات " ، وهما في طرفي نقيض والصواب: أنه ضعيف، لا صحيح ولا موضوع) (3) تحفة المحتاج (26/1).
(4) مسند أبي يعلى (4092).
مخ ۱۶