له نقله تر ابداع پورې

حسن حنفي d. 1443 AH
145

له نقله تر ابداع پورې

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

ژانرونه

شروح ابن رشد دفاع عن صلة العقل بالنقل ضد الحشوية الذين يقولون بالنقل دون العقل، وضد الغزالي الذي ينكر على الحكمة استخدام العقل، وضد الشراح، يونان ومسلمين، الذين يسيئون تأويل أرسطو، وضد الباطنية الذين يقضون على النقل كلية لحساب التأويل الباطني؛ فصلة العقل بالنقل أو الحكمة بالشريعة وضرورة التأويل هو مفتاح ابن رشد.

ويغلب على المقالات المنطقية، وهي أكبرها، منطق البرهان، المقولات، والعبارة والقياس والبرهان، وليس منطق الظن؛ الجدل والسفسطة والخطابة والشعر. بالرغم من أن جمع مقالات المنطق والطبيعة مجرد عرض من صنع الناشر، إلا أن دلالته الفكرية أعمق في الصلة بين العقل والطبيعة، بين الذات والموضوع. وما الإلهيات إلا تطابق العقل والطبيعة حتى تظهر الوحدة بين النص والعقل والطبيعة بعيدا عن تشخيص الوحدة في الإلهيات، والقضاء على العقل باسم الوحي، وتدبير الطبيعة باسم الإرادة الإلهية.

ويغلب على المقالات الطابع النقدي؛ فتمثل الوافد لا يعني مجرد الاستيعاب وحسن الاستقبال، بل التمثل الإيجابي؛ رفض الصحيح ونقد سوء التأويل

46

ولا فرق في النقد بين الشراح اليونان والشراح المسلمين. وأغلب النقد موجه لابن سينا، في حين يبدو الفارابي أكثر فهما لأرسطو. يبدو واضحا لأنه هو الوسيلة إلى أرسطو والشارح له، وهو أقرب إلى ابن رشد لاعتماده كليا على العقل الصريح. وتكشف عناوين المقالات المنطقية الخمسة عشرة عن الخلاف بين أرسطو وشراحه، يونان ومسلمين؛ فالشرح تأويل، والتأويل اتصال وانقطاع. ويمكن معرفة ذلك بتحليل عناوين المقالات.

47

ونقد الداخل أكثر من الخارج، وإن الهدف من تمثل الوافد هو نقد الموروث. ونقد ابن سينا أكثر من الفارابي؛ إذ يظهر ابن سينا في عناوين ثلاث مقالات، والفارابي في مقالين، والفارابي والإسكندر في مقال، وثامسطيوس في مقال.

48

ويمكن إيجاز منهج ابن رشد في تمثل الوافد في عدة عناصر، مثل احترام القدماء، والإحساس بالوعي التاريخي بالانحراف عن المسار الأول وضرورة تصحيحه، وهو موقف تحليلي ظاهر، وكأن كل تفسير ليس قراءة، وكأن هناك المنطق الخام خارج عمليات التأويل والقراءة، وهو بعد الألفاظ، احترام العقل للاعتماد عليه وهو بعد المعاني، والأمر نفسه واللجوء إلى الأشياء ذاتها وهو بعد الموضوعات، والموازنة بين المتخاصمين، ومقارنة أدلة كل فريق، والتحقق من صدقها، ثم إصدار الحكم المبني على الحيثيات.

ويكشف تاريخ تأليف المقالات على انتشار التأليف على مدى واسع في حياة ابن رشد ضد التقسيم الأولي لحياته إلى ثلاث فترات، كل منها يختص بأحد أنواع الشروح، الأكبر والأوسط والأصغر. ومعرفة التواريخ ليست مقصودة بذاتها، بل للتعرف على مسار فكر الفيلسوف، والتحول من النقل إلى الإبداع في حياته.

ناپیژندل شوی مخ