له نقله تر ابداع پورې

حسن حنفي d. 1443 AH
144

له نقله تر ابداع پورې

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

ژانرونه

ومن الموروث لا يظهر إلا الفارابي، ومن كتب أرسطو يحال إلى القياس ثم البرهان ثم الجدل ثم السماع الطبيعي والسماء والعالم، وشرح القياس لثامسطيوس. ويخطئ ابن رشد جالينوس ويصوب أرسطو. ومن الموروث لا يذكر إلا كتاب الموجودات المتغيرة للفارابي. ومن المجموعات يذكر القدماء، ثم الفلاسفة المفسرون، ومعهم المتكلمون «من أهل ملتنا».

وبمقارنة جدل الوافد والموروث في المقالات الثمانية عشرة يأتي الفارابي شارحا أرسطو قبل الإسكندر، ثم يأتي ابن سينا بعد الإسكندر، مع أن الانتقاد الأكثر لابن سينا. ومن حيث الإحالات إلى أسماء الكتب تأتي الإحالات إلى كتب أرسطو قبل الإحالات إلى كتب الفارابي، وكتب الفارابي قبل كتب ابن سينا، وكتب ابن سينا قبل كتب ثامسطيوس وأبى عبد الله ملك بن وهيب والفراء جالينوس. فالإحالات إلى أرسطو أولا، ثم إلى الفارابي ثانيا، ثم إلى ابن رشد ثالثا، ثم إلى ابن سينا رابعا، ثم إلى ثامسطيوس وجالينوس وابن وهيب والفراء خامسا.

43

وأهمية تحليل المضمون الكشف عن توجهات النص وكيفية الإشارة إلى أرسطو وبأي أفعال، القول أو البيان، كمؤشرات على مسار الفكر نحو الغاية والقصد. وميزة هذا التحليل الكمي الكيفي لمعرفة كيفية التحول من النقل إلى الإبداع بأسماء الحكماء، وتردد ذكرهم، وأسماء الكتب والمجموعات، وترددها أيضا. وتقع الحيرة في اختلاف المقاييس بين عدد الأسماء وعدد ترددها أيها أكثر دلالة؛ فقد تكون الأسماء أكثر وترددها ضعيف، وقد تكون أقل وتردها أكثر. وفي هذه الحالة يتم الجمع بين عديد من المؤشرات لإصدار الحكم العام حول جدل الوافد والموروث. ولا تدل كثرة ترداد الأسماء على التبعية؛ فقد تعني النقد والهجوم، كما هو الحال في ذكر ابن رشد لابن سينا. كما يدل الانتهاء إلى نفس النتيجة من قراءتين متباعدتين على صدقها.

وتمثل هذه المقالات المنطقية والطبيعية مرحلة أخرى للتحول من النقل إلى الإبداع، وهي تأليف صغير في موضوعات دقيقة لممارسة عملية تمثل الوافد قبل تنظير الموروث، وإحداث التقارب بين المحوي والحاوي، بين المادة والوعاء. وهو نوع أدبي جديد يشمل الأنواع السابقة؛ الشرح والتلخيص والجوامع والعرض والتأليف والتراكم. فيه «قال أرسطو» اعتمادا على النص، وفيها تجاوز أرسطو.

44

واختيار الموضوع له دلالته، المنطق والطبيعة دون الإلهيات، وهي الموضوعات التي يعتريها الشك وسوء التأويل من أجل التصحيح والعودة إلى الأصول.

ولا يمكن فهم هذه المقالات إلا في إطار المشروع الكلي لابن رشد، التفسير والتلخيص والجامع والعرض الجزئي والتأليف والتراكم، والمراحل من تمثل الوافد حتى الإبداع الخالص، وهي أقرب إلى الجوامع منها إلى الشروح التلخيصات. هو تأليف نقدي يتمثل الوافد قبل تنظير الموروث. هي دراسة على دراسة، مع عودة إلى الأصل ومعرفة الحق النقلي والعقلي والطبيعي. هو تأليف على تأليف، خطوة نحو التراكم الفلسفي، تعشيق الوافد في الموروث. لا يوجد «قال أرسطو» بقدر ما يوجد نقد الشراح السابقين. مهمة ابن رشد في كل الحالات تخليص النص مما علق به من شوائب الشراح والمتكلمين، والعودة إلى الأصول الأولى قبل انحرافها، وكما هو الحال في كل معركة إصلاحية تنقذ النص الأول من براثن الشراح. ويعيد المراجعة على مدى فترات حياته، كما راجع بداية المجتهد بعد عشرين عاما، وأضاف إليه كتاب «الحجج» (عام 584ه). كما اقتضى تلخيص القياس المراجعة، وكما تحيل الجوامع إلى التفسير الكبير.

وموضوعات المقالات في المنطق والطبيعيات تبدو علمية صرفة باردة مجردة لا حياة فيها، بالرغم من أنها تجارب حية عند ابن رشد، تعيش في وجدانه، وتظهر وحدة مشروعه، الوافد والموروث والواقع، بالرغم من المقالات الصغيرة المساندة في نقد التراث المنطقي والطبيعي، وتأويلات الشراح القدماء والمحدثين التي شوهت تعاليم أرسطو؛ لأنها لم تدرك مقاصده في تحديد النتائج المتولدة عن المقاييس المركبة من المقدمات الضرورية والمتعلقة والممكنة؛ لعدم فهم معنى المقدمات المطلقة والضرورية، وعدم تنبههم إلى أن الأمر يتعلق بوجود القضايا لا مادتها.

45

ناپیژندل شوی مخ