276

له نقل نه تخلیق ته

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

ژانرونه

ومن الطبيعيات أيضا «الفلاحة النبطية» المنسوب إلى ابن وحشية، وهو نص بين الترجمة والانتحال والتأليف.

24

والنبط والقلدان والسريان حول العراق منطقة البصرة، نقطة التقاء الثقافات الشرقية والغربية، وتعني المنحولة هنا المنسوبة إلى ابن وحشية وليس الموضوعة المختلقة مثل رسائل أرسطو والإسكندر ورسائل الإسكندر وأمه وكتاب التفاحة لسقراط. ويسميها ابن البيطار الفلاحة الرومية. فالروم هم النصارى مثل السريان.

وقد يرجع النص إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد؛ أي أقدم من هوميروس بأربعمائة عام أو يزيد. ويتكون من عدة نصوص لثلاثة مؤلفين: ضغريث، ونيتوشاد الحكيم الصادق، وقوتامي. وهي طريقة تأليف الكتب القديمة من أجيال عدة مثل كتب الشرق المقدسة في الهند والصين، ومثل التوراة والإنجيل. وتذكر أسماء المؤلفين الثلاثة في أول الفقرات ربما من المؤلف وربما من المترجم. والأسماء في النص وليس في التعليق. أما المدة الزمانية المفترضة بين المؤلفين الثلاثة، واحد وعشرون ألف سنة، بين كل مؤلف وآخر سبعة آلاف، فخرافة.

25

ويعترف ابن وحشية أنه من أصول كسدانية. وربما كان المؤلف كلدانيا أو نصرانيا وأسلم.

لم تكن الترجمة فقط من التراث اليوناني والرومي غربا، ومن فارس والهند شرقا، بل كانت أيضا من بابل شمالا. فقد ترجم العرب التراث البابلي. فهناك أيضا الفلاحة الرومية. وقد كان للتراث البابلي خاصة الفلك أثر كبير على تكوين التوراة مثل كتاب تنكلوشا. ويعتبر التراث البابلي أيضا كجزء من حضارة ما بين النهرين بالرغم من خروج بلاد النبط خارج النهرين. تفاعل الشرق والغرب عند النبط. وحضرت فارس والهند شرقا واليونان غربا عند الكلدانيين في ثقافة متوسطة جغرافيا. كان النبط منفتحين على الشرق حتى خراسان. ويبدو أن الحضارة الزنجية حضارة الجنوب، لم تتفاعل إلا مؤخرا بعد انتشار الإسلام في أفريقيا وبداية ظهور اللغة السواحيلية كلغة التدوين.

26

ولا توجد ثقافة استوعبت ثقافات الشعوب المجاورة قدر الثقافة الإسلامية. بل انتسب إليها أصحاب الثقافات المجاورة لإغناء الثقافة الجديدة. كان الهدف من التوصية حفظ تراث الأمم السابقة وليس القضاء عليها بعد الفتح، حفاظا على ثقافات الأمم وعلومهم بدلا من اندثارها. فالغاية إظهار العلوم وليس إخفاءها، وتنقيتها من الخرافات. فالترجمة إثراء الشعب القديم بنشر تراثه، وإثراء للشعب الجديد بتحديث تراثه. والمترجم ذو ثقافة مزدوجة بين الاثنين، يظهر التواصل والتمايز بين الثقافات. ففي نفس الوقت الذي يتحدث فيه النص عن «إقليمنا»، «وزعم قوم من أسلافنا.» فإنه يواصل النقل من السرياني إلى العربي جمعا بين الثقافات الشرقية والغربية. فالمنطقة تمثل وحدة ثقافية.

27

ناپیژندل شوی مخ