277

له نقل نه تخلیق ته

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

ژانرونه

كان النص نفسه مترجما قبل ابن وحشية باعترافه. فكانت مهمته الاختصار. ثم عدل عن ذلك إلى عرض الترجمة لنقل علوم الأمم الأخرى. فهل عرف لغة النص الأول؟ وهل راجع الترجمة عليه أم أنه اكتفى بالترجمة التي وجدها؟ من هو المترجم الأول؟ وإذا كانت العلوم سرية عند النبط فكيف عرفها وترجمها أو أعاد كتابتها؟ ويعترف بأنه أنفق على الترجمة من ماله الخاص دون الاعتماد على أي مؤسسات.

28

وما الفائدة من إبقاء العلوم سرا وإلا أصبح الإنسان كالحمار يحمل أسفارا؟ إن مهمة الترجمة هي نقل العلم من ثقافة إلى أخرى، ومن لغة إلى لغة، إثراء للثقافة الإنسانية العامة. وفي كل شعب خاصة وعامة، خاصة تقبل الثقافات، وعامة تود الاحتفاظ بها سرا.

29

وقصة الترجمة تبين أن الترجمة هم حضاري، ووعي بالإثراء المتبادل بين ثقافات الشعوب، وأن هناك قصدا حضاريا عاما وراءها ووعيا تاريخيا بتقدم الحضارات.

لم يعرف النص الأصلي إلا تقسيم الأبواب. وأضاف النص العربي تقسيم الأبواب إلى فصول لبلورة الموضوعات وإبرازها. فلا فرق بين النص الأصلي والنص المترجم، إعادة التعبير عن المضمون السرياني في لغة عربية جديدة مع استبعاد الجانب الخرافي من أجل الإبقاء على النص العلمي.

30

كما يتم تقطيع النص فقرة فقرة، قصيرة أو طويلة، لإمكانية هضمه وتمثله بالتعليق. فالتعليق هي الأسنان. يتضمن النص مقدمات وخاتمة وتعليقات في المنتصف حتى يكتمل بناء النص. التعليق هو إعادة كتابة النص، تأليف غير مباشر، ترجمة حرة، أقرب إلى العرض للنص قبل الشرح والتلخيص والجامع. وكثير من تعليقات النص تبدو وكأنها للمترجم، هو أسلوب واحد يقلده المترجم. المترجم إعادة صياغة وكأنها تكليف غير مباشر.

31

ويحيل النص إلى بعض الكتب القديمة الصحيحة أو المنتحلة ونسبة البعض منها إلى الأنبياء لإعطائها مزيدا من السلطة في الإقناع والانتشار بين الناس.

ناپیژندل شوی مخ