له نقل نه تخلیق ته
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
ژانرونه
والمقالة الثالثة «في علل المعادن»، الزئبق والكبريت والذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والأملاح والزجاج، وهي ما يسترعي انتباه العامة، مجرد رصد دون تجميعها في محاور رئيسية كالمقالة الأولى مع بعض التكرار، تكرار الرياح في المقالة الأولى، والأجساد المذابة في المقالة الثانية، ووضع النبات والحيوان في مقولة واحدة مختلفة عن الإنسان، مع أن الحيوان ليس معدنا. كما تلوح من الإحالة إلى أسماء الأعلام أو الأماكن. ويغلب عليها الوصف العلمي البارد دون دلالات إلهية كبيرة. تكفي العامة الغربة والدهشة أمام الطبيعة كي تستدل على الخالق. مع ترك بعض التساؤلات بلا جواب، فالسؤال يبعث على التفكير أكثر من الإجابة.
21
المقالة الرابعة «في النبات» تبحث أيضا عن العلل دون استعمال اللفظ وتفضيل السؤال بأداة الاستفهام «لم»، وهو ما سماه الكندي «اللمية» في بداية نشأة المصطلحات الفلسفية مع ظهور بعض المصطلحات القرآنية مثل «ذوات الأكمام». وتستعمل المقالة رسمين توضيحيين، الأول يجمع بين الأفلاك والعناصر، والثاني يؤوله تأويلا دينيا. فالطبيعة لا قوام لها بدون الله على النحو الآتي:
والمقالة الخامسة «في الحيوان»، ويغلب عليها الطير بما له من دلالة صوفية كما هو الحال في «منطق الطير» وحكمة سليمان بداية بخلق الحيوان والإنسان واتصال الخلق بعضه ببعض مع الحكمة في خلق تفصيلات أجسام الطيور. وهي التساؤلات التي بنى عليها إخوان الصفا طرقهم للدعوة إلى تشيعهم مع بعض التكرار مثل: لم صارت البيضة رطبة؟ ولم صار للطير بيضة؟ وتأتي الأسماك بعد الطير لنفس الدلالة الصوفية، السباحة في الهواء وفي الماء كمؤشر على سياحة الروح في عوالمها العلوية. والمعادن متصلة بالنبات، والنبات بالبهائم، والبهائم بالإنس، والإنس بالملائكة على ما يبدو في الرسم التوضيحي الآتي:
والمقالة السادسة «في خلق الإنسان» تجمع بين وصف الجسد والنفس. وهي أكثر المقالات تفصيلا، تصف الإنسان من أعلى إلى أدنى. ويلاحظ اقتران القرون بالحوافر. ويتعرض لعجب الذنب كما هو الحال في علم الكلام، ومنه تبدأ النشأة الثانية، الحشر والبعث والمعاد. وتظهر النزعة الإنسانية، الإنسان في قمة الكون، نقطة التقاء بين الطبيعيات والالهيات. والإنسان جسم وروح. وهو خالد لأنه من روح الحياة. وتتكرر بعض الموضوعات كما هي العادة في المقالات السابقة مثل القول في الطعوم، ولم وقعت الأسنان ولم تنبت. فالإبداع الشعبي تتكرر فيه الأقاويل.
وإذا تعرض الملحق الأول لكيفية العثور على الكتاب كعنصر للتشويق فإن الملحق الثاني «من كتاب طبيعة الإنسان لنمسيوس أسقف حمص» يضيف ما نقص في كتاب العلل وهو عالم النفس وانفعالاتها، مملوءة بأعلام اليونان، مع تلخيص للسابق بالحذف والاختصار.
وتظهر التوجيهات الإسلامية لتكشف عن الباعث الجدلي الكلامي على الانتحال بألفاظ علم الكلام، التوحيد، الصفات، الأسماء، الأفعال، ومنهج علم الكلام في المحاجة والجدل والرد على الفرق غير الإسلامية أو أقوال الأمم خاصة تلك التي تنكر الخلق أو النبوة والمعاد. وتبرز صفات قبل أخرى مثل الخالق، والربوبية والألوهية تجعل الكتاب أقرب إلى اللاهوت الطبيعي منه إلى لاهوت الوحي. كما تظهر صفات جديدة مستمدة من القرآن حتى ولو لم تظهر في علم الكلام الاصطلاحي مثل الممسك. كما يتم الدفاع عن التنزيه والتعالي، ونقد التجسيم والتشبيه. وتتراوح الصفات والأسماء بين الإيجاب والسلب كما هو الحال في علم الكلام، إثبات صفات الكمال ونفي صفات النقص. الإثبات مثل: أحد، صمد، دائم، فرد، عالم، قادر، واجب، ديان، حكيم، لطيف، رحيم، غفار. والنفي مثل: لا إله غيره، لا قبل له، لا يختلط، لا يتصل. ويعتمد الفكر كله على القسمة الجدلية القائمة على التشابه والاختلاف كما هو الحال في دليل الممانعة. والصفات أربع وعشرون قبل أن تصبح سبعة مضاعفة عدة مرات كما هو الحال في العقائد الأشعرية. وتكثر العبارات الإسلامية للإجلال والتعظيم لله مثل: تبارك وتعالى، تبارك اسمه، تبارك الله العلي الكبير، تبارك الله وتعالى علوا كبيرا، تبارك اسمه وتعالى ذكره، تبارك الله الواهب، تبارك وتعالى عما يقولون، تبارك ذكره، وهي الألقاب حول «تبارك»، أو عبارات أخرى مثل : تعالى الخالق وجل، الخالق جل وعلا، فتعالى الله العلي الكبير، عز وجل أو جل، الله عز وجل تعالى علوا كبيرا، الخالق جل ثناؤه، كل شيء بمشيئته. كما تظهر التعبيرات الإسلامية مثل بني آدم مع الدعوة للقارئ بالهداية. تظهر باقي المصطلحات الإسلامية مثل الظاهر والباطن، الأول والآخر، الشاهد والغائب الخاص والعام، الدنيا والآخرة لتدل على أن الكتب أقرب إلى التأليف المنحول منه إلى الترجمة.
22
وتبدأ معظم المقالات بالبسملة وتنتهي بالحمدلة، ولا ينسى من التذكير بضرورة قلة القول وكثرة العمل.
23 (2) الفلاحة النبطية
ناپیژندل شوی مخ