الفصل السابع: في بيان الكشف عن حال الجمع
فإذا جمع الله تعالى للعبد المشاهد الثلاثة - مشهد الإلهية والربوبية والمعية - : يبقى القلب مستهترا بذكر الذات الجامع لجميع الصفات الكمالية، وهذا أول الجمع، ثم يرد عليه حال الجمع بمشيئة الله تعالى، فهو هجوم اليقين عليه من جميع جهاته في فناء وجوده، فيفنى حينئذ من لم يكن؛ ويبقى من لم يزل، ويضمحل الحدث لظهور القدم.
ومن ذاق من ذلك شيئا : فهو يعمل على صفاء شهوده من شوب وجوده، فهو يتوب أبدا من وجوده المزاحم لصفاء شهوده، كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب.
مخ ۷۲