أوقفني في القوة وقال لي هي وصف من أوصاف القيومية . وقال لي القيومية قامت بكل شيء . وقال لي بين ما قام بالقوة وبين ما قام بالقيومية فرق . وقال لي سري وصف القوة في كل شيء فيه قام على مختلف القيام ولو سرى فيه وصف القيومية لرفع المختلف وقام به على كل حال . وقال لي القيومية محيطة لا تخرق . وقال لي القوة ماسكة والقيومية مقلبة والتقليب مثبت ماح . وقال لي قوة القوى وضعف الضعيف من أحكام وصف القوة . وقال لي أقوى القوة جهل لا يميل فمن دام فيه دام في القوة ومن تميل فيه تميل في القوة . وقال لي كلما قويت في الجهل قويت في العلم . وقال لي إن أردت وجهي ركبت القوة . وقال لي إن ركبت القوة فأنت من أهل القوة وإن أخذتك القوة بيمينك وشمالك ألقيتها من وراء ظهرك . وقال لي إن ركبت القوة نظرت بالقوة وإن ركبت القوة سمعت القوة وإن ركبت القوة تصرفت بالقوة . وقال لي إذا تصرفت في كل متصرف بالقوة لم تمل وإذا لم تمل استقمت وإذا استقمت فقل ربي الله تعالى ' بسم الله الرحمن الرحيم ' إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ' صدق الله العظيم . وقال لي لن تركب القوة حتى تتفرغ لي من سواي . وقال لي أول القوة أن تتفرغ لي ورأس القوة أن تريد بالعمل وجهي . وقال لي القوة مطية الحاضرين والحضور بما فيه مطية المنقطعين والانقطاع بما فيه مطية المقتطعين . وقال لي المقتطعين جلساء الحكمة وسفراء الملكوت . وقال لي لكل شيء معدن ومعدن القوة اجتناب النهي . وقال لي المعدن مستقر وللمستقر أبواب وللأبواب طرق وللطرق فجاج وللفجاج أدلاء وللأدلاء زاد وللزاد أسباب . وقال لي حكمي الذي يجري في كل شيء قهرا هو حكمي الذي يدينك إلي طوعا . وقال لي يا كاتب القوة لا بمعناك كتبتها فعرفتها ولا بمعناك عرفتها فحملتها . وقال لي إن وقفت والنار عن يمينك نظرت إليك فأطفأتها ، وإن وقفت والنار عن شمالك نظرت إليك فأطفأتها ، وإن وقفت والنار أمامك لم أنظر إليك لأني لا أنظر إلى من في النار . وقال لي لا أنظر إليك والنار أمامك ولا أسمع منك والجنة أمامك . وقال لي إنما أنت متوجه إلى ما هو أمامك فانظر إلى ما أنت متوجه إليه فهو الذي ينظر إليك وهو الذي تصير إليه . وقال لي أقسمت على نفسي بنفسي لا ترك لي تارك شيئا إلا أتيته ما ترك أو زكى مما ترك ، فإن أقله ما أتيته فذاك جزاء المخلصين وإن لم يقله ما أتيته أتيته الحسنى وزيادة وأنا حسب العالمين الغافلين في أعمالهم عني . وقال لي يا كاتب القوة لا بأقلامك سطرتها فأحصيتها ولا بصحائفك أدركتها فاحتويتها . وقال لي يا كاتب المعرفة لا بإبانتك أبنتها فأجريتها ولا بتعجيمك عجمتها ففصلتها ولا بتفصيلك رتبتها فألفتها . وقال لي يا كاتب القوة كتابة القوة بأقلام القوة وكتابة المعرفة بأقلام المعرفة وكل كتابة فبأقلامها تسطر . وقال لي أذنب الواجد بي جعلت عقوبته أن يذنب ولا يجد بي . وقال لي إذا أذنب وهو واجد بي استوحش من نفسه واحتج لي عليها ، وإذا أذنب ولم يجد بي أنس بمبلغ تأويله واحتج علي . وقال لي إذا قلبتك في الذنب بين الوجد بي وفقد الوجد وأشهدتك الاحتجاج لي فقد غفرت الأول والآخر وصفحت عن الباطن والظاهر . وقال لي ما أذنب مذنب وهو غير واجد بي إلا أصر فإذا وجد بي أقلع ، وما أذنب مذنب وهو واجد بي إلا تاب ولا أشهد وناب فلم يعاود إلا وقد غفرت له وقبلت . وقال لي إن لم تنتسب إلي نسبي لم تنفصل عن نسب سواي . وقال لي نسبي ما علق بذكرى ونسبي ما علق بي في ذكرى ونسبي ما أدام لي فيما علق بي ونسبي فيما أدام لي من أجلي . وقال لي نسب السوى من أجل السوى . وقال لي من جاءني بأجل سواي أوقفته مع ما جاء به أين كانت درجته . وقال لي الأجل مجمع الواقفين ومفرق المعلولين . وقال لي لا تنقطع إلي حتى تنقطع لي ولا أقتطعك حتى تنقطع علي . وقال لي إن غذوت بمآكل قوم غذوت بقلوبهم وإذا غذوت بقلوبهم غذوت بأعمالهم وإذا غذوت بأعمالهم غذوت بمنقلبهم . وقال لي إن عرفتني بمعرفة الانقطاع إلي لم تنكرني ، وإن عرفتني بمعرفة المقام عندي لم تلوعني . وقال لي إن لم تنقطع إلي فميزان فيه ما أردت لي وميزان فيه ما أردت لك . وقال لي إن لم تنقطع إلي فأنت من أهل الموازين . وقال لي أهل الموازين أهل الورع وإن ثقل ما وزنوا .
71 - موقف إقباله
مخ ۱۲۸