أوقفني في إقباله وقال لي لكل ولي باب يدخل منه وباب يخرج منه . وقال لي إنما أحشرك مع أبناء جنسك من كانوا وأين كانوا . وقال لي أبناء جنسك أبناء شهوتك أو تركك وليس أبناء جنسك أبناء عملك ولا أبناء معرفتك . وقال لي إن قلت ما أقول قلت ما تقول . وقال لي أول الاستجابة استجابتك للقول بقولك . وقال لي الاستجابة أن تقول ما أقول ولا تلتفت إلى عاقبة بضمير . وقال لي الدعاء الخالص أدب من آداب الاجتماع . وقال لي من إقبالي عليك أني أريدك بأن تريدني لتثبت في الإقبال علي فأردني واشهدني أريدك بأن تريدني فتدوم بي وتنقطع عنك . وقال لي فرقت السموات والأرض ومن فيهن من نار العذاب وفرقت نار العذاب من نار الاستتار . وقال لي أبناء همك جمع ويفترقون بالشهوات ، أبناء علمك جمع ويفترقون بالشهوات ، أبناء عملك جمع ويفترقون بالشهوات ، أبناء شهوتك جمع ويفترقون بالترك والتاركون أبناء ما أجله تركوا والآخذون أبناء ما من أجله أخذوا . وقال لي إن لم يصعد عملك من الباب الذي نزل منه علمك لم يصل إلي . وقال لي إن لم تكن في أمري كالنار أدخلتك النار . وقال لي انظر إلى النار كيف هي لي لا ترجع فكذلك كن لي لا ترجع قولا ولا فعلا . وقال لي عقوبة كل مذنب تأتي من مستمده فانظر من أين تستمد فمن هناك ثوابك وعقابك فانظر من أين تستمد . وقال لي الصلوات موقوفة على عشاء الآخرة تذهب بها أين ذهبت . وقال لي وكلت الظن بالعمل يحسن إذا حسن ويسوء إذا ساء .
72 - موقف الصفح الجميل
مخ ۱۲۹