أخرج الإمام المحدث علي بن عبد الله الزرندي في كتاب (درر السمطين) عدة منها، ومما أخرجه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: ((كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، يا علي: من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار)).
وإذا تصفحت كتب المحدثين وجدتها مملوءة من الأحاديث المتواترة إما لفظا، أو معنى بذلك، فكيف يثبت الأجر لمن حاربه؟ وكيف يكون هذا الاجتهاد منجيا له مع ما تراه من الأخبار الصحيحة القاضية بإثمه وبغيه؟
والعجيب ممن قضى بإثم الساب لمعاوية، وحكم بجهله وغباوته ولعنه، وعدم مبالاة الله به في أي واد هلك، وليس له ما يوجب القضاء عليه بذلك إلا ما رواه كعب الأحبار وإلا ما رواه الترمذي من حديث: ((اللهم اجعله هاد مهديا)) ولا يقضى على من أمر بسب أمير المؤمنين على المنابر ولعنه في جوامع الأمصار، وجعله ذلك سنة بالإثم، وكون الله لا يبالي به في أي واد هلك.
أما حديث الترمذي الذي رواه، ونحوه كحديث: ((اللهم اهده)) فالأحاديث القاضية ببغيه وإثمه قاضية بعدم صحة ما ذكر، ولئن صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالأدلة الصحيحة موجبة للتأويل، وأن دعاءه صلى الله عليه [15أ][وآله وسلم] إن صح إنما كان كدعاء إبراهيم الخليل [عليه السلام] لأبيه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.
أخرج مسلم عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتواريت خلف باب، فحطأني حطأة وقال: ((اذهب إلى معاوية، فادعه لي)).
قال فجئت فقلت: هو يأكل ثم قال: ((اذهب فادع لي معاوية)).
مخ ۹۶