د خواستونو غوښتنې په آل رسول کې ګټې
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
ژانرونه
ما يصحبكم منها فرحم الله امرأ تفكر واعتبر، وأبصر إدبار ما قد أدبر وحضور ما قد حضر، فكأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن فكأن ما هو كائن من الآخرة لم يزل، كل ما هو آت قريب، فكم من مؤمل ما لا يدركه وجامع ما لا يأكله ومانع ما لا يتركه، ولعله من باطل جمعه أو حق منعه أصابه حراما وورثه عدوانا، فاحتمل ما ضره وباء بوزره وقدم على ربه آسفا لاهفا خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
وقال ((عليه السلام)): مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وكن آنس ما تكون إليها أوحش ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور اشخصته إلى مكروه فقد يسر المرء بما لم يكن ليفوته ويحزن لفوات ما لم يكن ليصيبه أبدا وإن جهد فليكن سرورك بما قدمت من عمل أو قول، وليكن أسفك على ما فرطت فيه من ذلك ولا تكن على ما فاتك من الدنيا حزينا، وما أصابك منها فلا تنعم به سرورا واجعل همك لما بعد الموت فإن ما توعدون لآت.
وقال ((عليه السلام)): انظروا إلى الدنيا نظر الزاهد فيها فإنها عن قليل تزيل الساكن وتفجع المترف، فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها، فرحم الله امرأ تفكر واعتبر، وأبصر إدبار ما قد أدبر وحضور ما قد حضر، فكأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن وما هو كائن من الآخرة لم يزل، إي والله عن قليل تشقي المترف وتحرك الساكن وتزيل الثوي، صفوها مشوب بالكدر وسرورها منسوج بالحزن وآخر حياتها مقترن بالضعف، فلا يعجبنكم ما يغركم منها فعن كثب تنقلون عنها وكل ما هو آت قريب، وهنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون.
وقال ((عليه السلام)): أحذركم الدنيا فإنها ليست بدار غبطة، قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها لمن كان ينظر إليها فاعرفوها كنه معرفتها فإنها دار هانت على ربها قد اختلط حلالها بحرامها وحلوها بمرها
مخ ۱۸۹