181

د خواستونو غوښتنې په آل رسول کې ګټې

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

وخيرها بشرها ولم يذكر الله (تعالى) شيئا اختصته منها لأحد من أوليائه وأنبيائه ولم يصرفها عن أعدائه، فخيرها زهيد وشرها عتيد وجمعها نفيد وملكها سليب وعزها يبيد، فالمستمتعون بالدنيا تبكي قلوبهم وإن فرحوا ويشتد مقتهم لأنفسهم وإن اغتبطوا ببعض ما منها رزقوا، الدنيا فانية لا بقاء لها والآخرة باقية لا فناء لها، الدنيا مقبلة إلى الآخرة والآخرة ملجأ الدنيا وليس للآخرة منتقل ولا منتهى، من كانت الدنيا همه اشتد لذلك غمه ومن آثر الدنيا على الآخرة حلت الفاقرة.

وقال ((عليه السلام)): إنما الدنيا دار فناء وعناء وغير وعبر، فمن فنائها أنك ترى الدهر موترا قوسه مفوقا نبله يرمي الصحيح بالسقم والحي بالموت والبريء بالتهم، ومن عنائها أنك ترى المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن ويأمل ما لا يدرك، ومن غيرها أنك ترى المرحوم مغبوطا والمغبوط مرحوما ليس بينهم إلا نعيم زال أو مثلة حلت أو موت نزل، ومن عبرها أن المرء يسوف عليه أمله حتى يختطفه دونه أجله.

وقال ((عليه السلام)): اجعل الدنيا شوكا فانظر أين تضع قدمك منها فإن من ركن إليها خذلته ومن أنس بها أوحشته ومن رغب فيها أوهنته ومن انقطع إليها قتلته، ومن طلبها أرهقته ومن فرح بها اترحته ومن طمع فيها صرعته ومن قدمها أخرته، ومن أكرمها أهانته ومن آثرها باعدته من الآخرة ومن بعد من الآخرة قرب من النار، فهي دار عقوبة وزوال وفناء وبلاء، نورها ظلمة وعيشها كدر وغنيها فقير وصحيحها سقيم وعزيزها ذليل، فكل منعم برغدها شقي وكل مغرور بزينتها مفتون وعند كشف الغطاء يعظم الندم ويحمد الصدر أو يذم.

وقال ((عليه السلام)): يأتي على الناس زمان لا يعرف فيه إلا الماحل ولا يطرف فيه إلا الفاجر ولا يؤتمن فيه إلا الخائن ولا يخون إلا المؤتمن، يتخذون الفيء مغنما والصدقة مغرما وصلة الرحم منا والعبادة استطالة على الناس وتعديا، وذلك يكون عند سلطان النساء ومشاورة

مخ ۱۹۰