(واستدل) المثبتون للعصمة بقوله تعالى ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون))([35]) ((يسبحون الليل والنهار لا يفترون))([36]) (وأجيب) عنها بأنها تكون دليلا على المطلوب أن لو استغرقت كل فرد منهم وكل زمان وليس فيها ذلك إنما دلت على أنهم في الجملة متصفون بذلك فلا ينافي عصيان البعض منهم دون البعض لجواز تخصيص العام وكذلك لا ينافي عصيانهم في زمان غير الزمان الذي مدحوا فيه (قلنا) الآيات أخبار عامة شاملة لجملتهم والخبر لا يخصص ولا يقيد إلا بمتصل به أو بما هو في حكم المتصل كالعقل مثلا وهنا ليس كذلك فوجب أن يعتقد حقية مدلول الآيات (وأيضا) فلو جازت عليهم المعصية ما وجب على الرسول أن يصدق الملك فيما جاءه به لاحتمال أن يكون كاذبا في ذلك ويجاب بأن وجوب التصديق لا يتوقف على ثبوت العصمة لاحتمال أن يرى عليه شاهد الصدق فينقطع عذر التكذيب.
مخ ۴۴