مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
فكان ابتداء الغرق عذابا وصار الموت فيه شهادة خالصة كل ذلك حتى لا ييأس أحد من رحمة الله تعالى فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، والأعمال بالخواتيم أما قوله تعالى ((سنة الله التي قد خلت))([12]) (في عباده) يعني الإيمان عند رؤية اليأس وإنما قبض فرعون ولم يؤخر في أجله في حال إيمانه لئلا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى، وأما قوله تعالى ((فأوردهم النار))([13]) فما فيه نص أنه يدخلها معهم بل قال الله تعالى ((أدخلوا آل فرعون))([14]) ولم يقل أدخلوا فرعون ورحمة الله أوسع من حيث أن لا يقبل إيمان المضطر، وأي اضطرار أعظم من اضطرار فرعون في حال الغرق والله تعالى يقول ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء))([15]) فقرن للمضطر إذا دعاه الإجابة كشف السوء عنه فلم يكن عذابه أكثر من الغرق في الماء انتهى كلامه قال ابن حجر: فهل هذا الكلام مقرر أو مردود فما وجه رده..؟ قلت ليس هذا الكلام مقررا وإن كنا نعتقد جلالة قائله فإن العصمة ليست إلا للأنبياء.
ثم أطال في الرد عليه بما يغني المسترشد وسكت عن حكم هذا القائل وحكمه أنه مشرك لمعارضة قوله هذا لنصوص الكتاب منها قوله تعالى ((فلم يكن ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا))([16]) وتأويل هذه الآية بما قالوه إن النافع هو الله لا الإيمان بها عن مقتضاها وعدول عن الظاهر من غير دليل وإلغاء لمعنى الآية إذ لا يخفى أن النافع في الحقيقة هو الله عز وجل لكنه سبحانه رتب النفع على الأسباب فأثبت ترتب النفع على الإيمان قبل رؤية البأس ونفاه عنه حين رؤيته، ومنها قوله تعالى في حق فرعون ((فأخذه الله نكال الآخرة والأولى))([17]) فهذه الآية نص في إنه في نكال الدنيا والآخرة.
مخ ۳۴۴