312

مشارق انوار د عقولو لپاره

مشارق أنوار العقول

ژانرونه

( قوله والتوب مثل الذنب) اعلم أن من الذنوب ما هو ظاهر كالزنا، وشرب الخمر، وأكل الخنزير، وأكل الربا، وشهادة الزور، إلى غير ذلك ومنها ما هو باطن كالعجب والكبر والرياء والحسد والعزم على الفسق ونحو ذلك، وتجب التوبة من جميعها لكن توبة كل ذنب بما يناسبه فالتوبة من الذنوب الظاهرة يجب أن تكون ظاهرة على اللسان بطلب الغفران من المنان، وأما التوبة من الذنوب الباطنة يكفي أن تكون باطنة من غير إظهار على اللسان فإن أظهرها مظهر كان ذلك فضلا له، وقد فعل فوق ما يجب نفلا، والدليل على هذا التفصيل قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ((إذا عملت سيئة فاحدث بها توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية)) والجهر في المعاصي هو أن يعمل معصية بدنية والسر فيها هي المعاصي القلبية والجهر في التوبة هي إجراء الاستغفار على اللسان مع الندم والانكسار في الجنان، والسر منها هو الاقتصار على ما عدا الاستغفار باللسان من الأركان فإذا عمل المكلف معصية من المعاصي البدنية وجبت التوبة عليه جهرا ثم اختلفوا في حد الجهر فقال قوم: هو ما سمعته أذنان فصاعدا وقال آخرون: هو ما سمعه من يليك فصاعدا وجعل أرباب هذا القول ما سمعته الأذنان من السر وثمرة الخلاف تظهر فيما إذا عمل رجل شيئا من المعاصي البدنية وقد اطلع عليه غيره هل عليه أن يظهر التوبة عند من علم بمعصيته أم لا..؟ قولان للفقهاء صحح الإمام رضوان الله عليه أن ليس عليه إظهار ذلك عند من علم بمعصيته، ونوقش في ذلك بأن من اطلع على معصيته مستصحب للبراءة منه حتى يعلم رجوعه وتوبته فأجاب بما حاصله أن المتبرئ منه إنما برئ منه بحق فيجوز له أن يقيم على حقه في البراءة منه ولا شيء عليه.

مخ ۳۲۳