مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
( الحجة الرابعة): إن التوبة فعل يصل باختيار العبد على قولهم فلو صار ذلك علة الوجوب على الله لصار فعل العبد مؤثرا في ذات الله وفي صفاته وذلك لا يقوله عاقل فأما الجواب عما احتجوا به فهو أنه تعالى وعد قبول التوبة من المؤمنين فإذا وعد الله بشيء وكان الخلف في وعده محالا كان ذلك شبيها بالواجب، فبهذا التأويل صح إطلاق كلمة على وبهذا الطريق ظهر الفرق بين قوله ((إنما التوبة على الله))([9]) وبين قوله ((فأولئك يتوب الله عليهم))([10]) إن قيل فلما أخبر عن قبول التوبة وكل ما أخبر الله عن وقوعه كان واجب الوقوع فيلزمكم أن لا يكون فاعلا مختارا قلنا الإخبار عن الوقوع تبع للوقوع والوقوع تبع للإيقاع والتبع لا غير الأصل، فكان فاعلا مختارا في ذلك الإيقاع أما أنتم فتقولون بأن وقوع التوبة من حيث أنها هي المؤثر في وجوب القبول على الله تعالى وذلك لا يقوله عاقل فظهر الفرق ا. ه. بلفظه.
(والتوب مثل الذنب عن نبينا=
سرا وجهرا هكذا قد بينا)
مخ ۳۲۲