[شبه المتفلسفة في إثبات قدم العالم]
والشبهة الأولى: وهو أن الحادث لا بد له من مادة
ذكروا عن معلمهم أرسطو: أنه استدل على ذلك أيضا: بأن المحدث قبل حدوثه لا بد أن يكون ممكنا، والإمكان وصف ثبوتي؛ فلا بد له من محل؛ فيجب أن يتقدم المحدث محل يقوم به الإمكان؛ وذلك يوجب قدم المادة.
فهذا ونحوه: هو كلام هؤلاء الفلاسفة الدهرية في مثل هذا، وهم الذين يقولون: لا يعقل موجود عن عدم.
[رد شيخ الإسلام على شبه المتفلسفة]
وما قالوه خيالات عند أولي الألباب النبلاء؛ وإن كان كثير من الناس يظنون : أنها من أعظم الحجج عند فضلاء العقلاء.
وبيان ذلك أن يقال: قولكم: (لا يعقل موجود عن عدم). لفظ مجمل كما تقدم. أتريدون به: لا يعقل موجود من غير مبدع أبدعه، وصانع صنعه؟
أم تريدون: لا يعقل موجود من غير مادة خلقه منها الصانع المبدع؟
فإن أردتم الأول؛ فهذا لا يقوله مسلم ولا ملي، بل المسلمون وسائر أهل الملل متفقون على أنه لا يكون موجود ممكن إلا من موجود واجب، وأن كل موجود غير الله؛ فالله خالقه.
وقد ذكرنا: أن القرآن جاء بلفظ (من) في مثل ذلك؛ كما في قوله:
مخ ۶۱