مسایل او ځوابونه
المسائل والأجوبة لابن قتيبة
پوهندوی
مروان العطية - محسن خرابة
خپرندوی
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
ژانرونه
ولا يحسبن محمدٌ الذين كفروا معجزينَ في الأرض. ويكونُ مَعْنَى الياءِ معنى التاءِ ويكونانِ للنبي ﷺ إِلاّ أَنَّ التاءَ مخاطَبَةُ الشاهدِ واليَاءَ مخاطَبَةُ الغائبِ. والعَرَبُ قد تُعْرِضُ فتُخاطِبُ الشاهدَ خِطابَ الغائبِ (١) وتُخاطبُ الرَّجُل بالشَّيءِ وهي تُريدُ غَيرَهُ؟ .
• وقد تَدَّبرْتُ ما ذَهَبْتَ إليهِ فلمْ أرَهُ يَجوزُ، لأنَّ العَرَبَ تخاطبُ شاهدًا وتُريدُ غَيرَهُ غائبًا كان أو شاهدًا، كقولِ الله لنبيِّهِ: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (٢) لم يُرِد النبيَّ ﵇ بذلكَ، وإنَّما أرادَ الشَّكَّاكَ فيه وفيما جاءَ بِه، ولا يجوزُ الكلامُ لغائبٍ ويُرادُ به غائبًا آخَرَ فَيَقُولُ: لا يَحْسبَنَّ محمدًا الذين كفروا وهو يريد الشكّاكَ في محمّدٍ وإنّما يكونُ للغائبِ له لا لِغائِبٍ غيرِهِ. وإذا أنتَ قَرأتَها بالياءِ: "لا يَحْسبن الذين كفروا سبقوا" وأنت تُريدُ لا يحسبنّ محمدٌ الذين كفروا سبقوا؛ كان محمدٌ هو الذي يحسبُ الكافرينَ معجزينَ لله، وهذا كُفْرٌ إذا تُعُمِّدَ هذا المعنى في القراءة، ومن تَعَمَّدَ أَن يجعلَ الحسبانَ لمحمدٍ ﵇، والمرادُ غَيرُهُ ثَقُلَ الكلامُ والنَّهْيُ عن غائبٍ وعَرَّضَ بغائبِ عن غائب، وذلك لا يجوزُ لأَنَّكَ تكني بالغائبِ عما أَردْتَ، وتُورِي فكيفَ تَكْنِي عن مَكْنِيٍّ وتحول مَكْنِيًّا إلى مَكنِيٍّ؟ وإنّما يَجوزُ أن تُحَوِّلَ الخطابَ للشاهدِ إلى الغائب، وللغائبِ إلى الشاهد، وتخاطبُ شاهدًا وأنت تُريدُ شاهدًا آخَر (٣).
(١) انظر الكامل للمبرد ٢/ ٩١٠ و٥٧٢. (٢) سورة يونس الآية ٩٤. (٣) انظر القرطبي ٨/ ٣٨٢، وتفسير غريب القرآن ٢٣ و٥٨ و٢٠٩.
1 / 226