============================================================
المسائا المشكلة 2 26 أنشد قول القائل: تركنا الخيل وهي عليه توخ فقلدة أعنتها صفونا (1) على ضربين: تصب، ورفع. أما النصب: فعلى قولك: هي تنوح نوحا، فدل المصدر على فعله، كما يدل في غير هذا عليه. وأما الرفع: فعلى ضربين: على أن يكون أقام المضاف إليه مقام المضاف، أراد: وهي ذات نوح، فحذف المضاف، كقوله: واسأل القرية (يوسف: 82]، أو على أن يكون جعل الخيل نفسها نوحا، لكثرة ذلك منها، وحدوثه عنها، كقوها: فاغا هي اقبال وإدبار (2) فإن قلت: فما تنكر أن تكون ذلك بمعنى الأؤل، لأن ذلك التأويل مطرد فيه، وغير ممتنع عنه؟
فالدليل على أنه قد يجوز أن يريد غير الأول، وأن يجعلها إياه: أهم قد شبهوا المعنى بالعين، لإرادهم التكثير والمبالغة في قولهم: موت مائتت، وشعر شاعر، فكذلك شبهوا العين بالمعنى، فجعلوا الخيل نوحا، كما جعلوا الشعر شاعرا، فهذا وجه ثان، وعلى هذا قوله: ولكن البر من آمن بالله [البقرة: 177](2)، يحتمل الوحهين اللذين حملهما البيت في إنشاد من رفع ويجوز في نحو: نوح، وحه ثالث. قال أبو الحسن(4): يجوز أن يكون (توح) (1) البيت لعمرو بن كلثوم من معلقته. انظر: شرح المعلقات السبع للزوزي ص/164.
(2) البيت للخنساء. انظر: شرح ديوان الخنساء ص/26. وصدره: ترتع ما رتعت حتى إذا اذكرت (3) قرأ ناقع وابن عامر: (ولكن) بسكون النون خفيفة ورفع (الب، وقرأ الباقون بفتح النون مشددة، ونصب (الين. انظر: البحر المحيط 3/2.
(4) لم أحد هذا الوجه الثالث لأبي الحسن في كتابه معاني القرآن ص/235، عند استشهاده هذا البيت.
مخ ۶۷