============================================================
المشكلة المسائا جمعا، كقولك: راكب وركب، وسافر وسفر، ونحو ذا من أسماء الجمع.
ويدل على إحازة ذلك ما أنشده أبو زيد: أزب جداعي كأن على استها أغاني خرف شاربين بيغربا(1) وقال أبو ذؤيب: فهن عكوف كنوح الكريم قد شف اكبادهن الهوى(2) فأما ما أنشده سيبويه: لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزع مما أصاب فأوجعا(4) فيحوز على أن يكون: وما دهري بدهر تأبين، ولا دهر جزع، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامث وعلى هذا وجهه سيبويه فقال: جعل دهره الجزع(4)، يريد أنه أدخل النفي على قول القائل: دهرك جزع وتأبين.
ويجوز عندي أن يكون حعل دهره التأبين والجزع، كأثه قيل له: دهرك تأبين وجزع، كقولها: ... فإلما هي اقبال وإدبار((5) على الحد الذي ذكرته لك دون حذف المضاف، فقال على هذا الحد: ما دهري بتأبين هالك ويجوز أن يكون اتسع في ذلك فقال: ما دهري بتأبين هالك، على قول القائل له: دهرك تأبين وجزع: أي: أنت في دهرك ذو تأبين، كقولك: فارك صائم: أي: أنت في فارك.
فأما ولا جزع فيحوز فيه: ولا حزع، أي: ما دهري بدهر تأبين، ولا دهر حزع، وهو أحسن، لأن المعطوف عليه مصدر.
وأما ولا حزع أي: ما دهري بدهر تأبين، ولا دهر جزع (1) هذا البيت لخداش بن زهير العامري، انظر: نوادر أبي زيد ص/17، 18.
(2) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، انظر: اللسان، مادة: نوح (3) البيت لمتمم بن نويرة. انظر: المفضليات ص/165.
(4) قوله: (ويجوز أن يكون اتسع في ذلك فقال: ما دهري بتأبين هالك).
5) تقدم تخريجه.
مخ ۶۸