============================================================
المسائا المشكلة أفعالها، فلزمتها هذه الهمزة من حيث لزمت أفعالها.
فإن قلت فيما لحقته همزة الوصل: امرؤ، وليس بناقص . فإن الهمزة حرف علة أيضا، وقد شابه الأسماء النواقص نحو: فم، وأخ، في اتباع ما قبل حرف الإعراب حرف الإعراب(1). وأيضا فإن الهمزة قد تحذف للتخفيف فيقال: مرؤ، ومرأة.
44 زعموا أن الفعل في (حبذا) مبني على الاسم وأهما جميعا منزلة شيء واحد(2)، واستدلوا على ذلك بثلاثة أشياء: أحذها: أنهم وحدوا ذلك للمذكر والمؤنث على حالة واحدة.
والآخر: لما لم يقل: حبذا، دون أن يتبع بالممدوح أو الممدوحة، علم أن (حبذا) منزلة الاسم المبتدأ الذي يحتاج إلى خبر.
والثالث: أنه لا يجوز الفصل بين الفعل والفاعل نحو: حب في الدار ذا.
فأما ما اعتلوا به من كونه في التأنيث والتذكير على صيغة واحدة. فلو قال قائل: إن قولنا (ذا) في هذا الموضع لما كان اسما شائعا يدل على كثرة، والدليل على ذلك أنه لا يجوز: حب زيد، كما لا يجوز: نعم زيد لأنه فعل يقتضي اسما عاما مثله، ووضعه للمدح كما وضع (نعم) له.
والأسماء المبهمة إذا كانت للجميع كان للمذكر والمؤنث على لفظ واحد؛ كأوليك، وأولاك(2)، و(ما)؛ ونحو ذلك، فكذلك (ذا) لما موقع الجميع هنا، وإن استعمل للافراد في غيره، أجري محرى ما يكون للحميع، فلم يغير، ولم يجعل للمؤنث لفظ غير لفظ المذكر، كما فعل ذلك بالأسماء المبهمة الدالة على الجمع.
فمن هذه الجهة لا يلزم أن يكون الفعل مبنيا مع الاسم: لأن الاسم لما كان دالا على الكثرة، ثرك في التأنيث والتذكير على حالة واحدة، كما جعل في الجمع والتثنية (1) انظر: الكتاب 160/2.
(2) انظر: المقتصب 145/2، وشرح المفصل 139/7،،14.
(3) في (أولى) لغتان: المد، وهي لغة أهل الحجاز، والقصر، وهي لغة تميم.
مخ ۶۵