============================================================
المسائا المشكلة 48_ هى ذكر سيبويه (كي) مع (أن) الناصبة للفعل(1)، وجعلها ممنزلتها، ثم ذكر بعد، أن بعض العرب يجعل (كي) منزلة (حتى)، وذلك أنهم يقولون: كيمه، في الاستفهام. فمن قال: كيمه، فإنه يضمر (أن) بعدها، وأما من أدخل عليها اللام، ولم يكن من كلامه: كيمه، فإنها عنده منزلة (أن)، وتدخل عليها اللام، كما تدخل على (أن). فبسطت هذا بأن قلت: (كي): حرف يكون على وجهين: يكون ناصبا للفعل بنفسه، كما تنصبه (أن)، ويكون الفعل منتصبا بعده بإضمار (أن)(2).
فأما الموضع الذي ينصب الفعل فيه بنفسه لا بإضمار حرف: فهو أن يكون في لغة من يدخل عليها لام الجر، فيقول: حيتك لكي تفعل، ف (كي) بعد اللام لا يخلو من أن يكون ناصبا للفعل بنفسه، أو بإضمار حرف.
فلا يجوز أن يكون بإضمار حرف، لأن الحرف إنما يضمر بعدها إذا كانت داخلة على الاسم، كلام الجر.
ولا يجوز أن يكون في هذا الموضع كلام الجر، وكالتي ينتصب الفعل بعدها باضمار (أن) لدخول اللام عليها، فلو انتصب الفعل بإضمار (أن) لكانت اللام التي للحر كأفا دخلت على لام جر. وذلك غير جائز، لأن حروف الجر لا يدخل بعضها على بعض. فإذا لم يجز أن يكون (كي) في قولك: حيت لكي تفعل، وفي قوله تعالى: لكي لا تأسوال [الحديد: 23]، التي ينتصب الفعل بعدها بإضمار (أن)، ثبت أها هي الناصبة للفعل بنفسها، لا بإضمار (أن)، إذ كان لا بد من ناصب له، وليس يجوز أن يكون (أن) لما تقدم.
وأما الموضع الذي يكون الفعل فيه منتصبا بعده بإضمار (أن)، فهو أن يكون في لغة من يدخلها على الاسم، نحو قوله : كيمه، كما تقول: لمه، فاما) الي (1) انظر: الكتاب 407/1.
(2) هذا رأي البصريين: أما الكوفيون فقد قالوا: إن (كي) حرف نصب ولا يجوز أن يكون رف خفض. انظر الإنصاف 570/2.
مخ ۶۳