============================================================
المسائا المشكلة ونحو هذا مما يجوز في الشعر ولا يجوز في الكلام.
ألا ترى: أن المثلين إذا تحركا لغير التقاء الساكنين، ولغير الإلحاق(1) لم يجز فيهما البيان (2) ولزم الإدغام. فلا يكون في الكلام المثلان إلا على هذا. وأما قول الفرزدق: ) .00 ههما تقشا من فمويهما000000.
فإنه قيل: إنه أبدل من العين الذي هو واو الميم، كما تبدل منه في الإفراد، ثم أبدل من الهاء التي هي لام الواو، وبدل الواو من الهاء غير بعيد، لما قدمنا من مشابهة بعض هذه الحروف لبعض، ويدل على سوغ ذلك أهما يعتقبان في الكلمة الواحدة، كقولك: عضة، فإن لامه قد يحكم عليها بأفا هاع، لقوهم: عضاه، ويحكم عليها أفا واو، لقوهم: عضوات، قال: هذا طريق يأزم المآزما وعضوات تقطع اللهازما(2) ويحتمل أن يكون أضاف الفم مبدلا من عينها الميم للضرورة، كقول الآخرة رفي البحر فمه(6). ثم أتى بالواو التي هي عين، والميم عوض منه، فحمع بين البدل والمبدل منه للضرورة، لأنا قد وحدنا هذا الجمع في مذاهبهم، قال الشاعر: إتي إذا ما حدث ألما دعوت يا اللهم يا اللهما (2) فجمع بين حرف التنبيه (")، وبين الميمين اللتين هما عوض منه للضرورة.
(1) فإذا زيد حرف للإلحاق مثل: حليب، ملحقا بدحرج، فلا تدغم لكي لا يفوت الغرض، وهو إلحاقه بدحرج (2) يقصد بالبيان: الإظهار، وهو ما يقابل الإدغام.
(3) وهو صدر بيت للفرزدق. انظر: ديوانه: 215/2. وعحزه: على النابح العاوي أشد رجام (4) البيت في الكتاب 81/2، والكامل 67/3، والخصائص 172/1 (5) تقدم تخريجه.
(2) قال البغدادي في الخزانة 358/1 - 354، وهذا البيت أيضا من الأبيات المتداولة في كتب العربية، ولا يعرف قائله ولا بقيته.
(7) يقصد بحرف التنبيه (يا) الي للنداء.
مخ ۴۶