============================================================
المسائا المشكلة فمثل: فوه، في أن ما قبل حرف الإعراب يتبع حرف الإعراب، ويخالف (فما) في أن التابع لحرف الإعراب فيها غير فاء الفعل، وفي (فم) و (ذو مال) التابع له فاء الفعل.
وجميع هذه الحروف نوادر شاذة عن القياس وما عليه جمهرة الأسماء وغيرها من المعربات، وإنما ذكرناها لموافقتها (فما) في الإضافة. وقد اضطر الشاعر فأبدل من العين في (فم) الميم في الإضافة، كما أبدلها منها في الإفراد فقال: يصبح ظمآن وفي البحر فمة(1) وهذا الإبدال في الكلام إنما هو في الإفراد دون الإضافة فأجرى الإضافة محرى المفرد في الشعر للضرورة، كما أجرى فيها الإفراد محرى الإضافة في الضرورة، وذلك قوله: خالط من سلمى خياشيم وفا(2) فحكم هذه الألف في قوله: وفا، أن تكون بدلا من التنوين، والمنقلبة من العين سقطت لالتقاء الساكنين، لأنه الساكن الأول، وبقي الاسم على حرف واحد، وحاز هذا في الشعر للضرورة، لأنه قد يجوز في الشعر كثير مما لا يجوز في الكلام فمن ذلك قوله: مهلا أعاذل قد جربت من خلقي أي أجود لأقوام وإن ضنوا (3) وقوله: تشكو الوجى من اظلل وأظلل(4) وقوله: دار لسعدى اذه من هواكا(5) (1) الرحز لرؤبة بن العحاج، انظر: بمحموع أشعار العرب ديوان رؤبة/159، وقبله: كالحوت لا يرويه يلهمه (2) الرجز للعجاج. اتظر: ديوانه 492 وقبله: حتى تناهي في صهاريج الصفا (3) من شواهد الكتاب 10/1 - 11، نسبه سيبويه إلى قعنب ابن أم الصاحب الغطفاي، وكذلك في نوادر أبي زيد ص]44 . وانظر: المقتضب 142/1، 253، و354/3.
(4) البيت للعجاج: اتظر ديوانه ص/155.
(5) انظر: خرانة الأدب 227/1. قال البغدادي: هذا البيت أيضا من الأبيات الخمعين التي لم يعلم قائلها، ولا يعرف له ضميمة.
مخ ۴۵