============================================================
المسائا المشكلسة حسن الوجه، وبامرأة حسنة الوجه، دليل على أن الراجع إلى الصفة إذا خذف مما يتصل ها صار الضمير الذي كان يرجع إلى الموصوف مما يرتفع بالصفة نفسها.
و(الأبواب) من قوله: مفتحة لهم الأبوابل، لا يجوز أن يرتفع من حيث كان يرتفع مفتحة لهم أبواها، وتأؤل ارتفاعها من هذه الجهة خطأ لما ذكرناه.
فإن قلت: بم يرتفع؟ فإن ارتفاعه عندي من جهتين: إحداهما: أن يكون بدلا من المضمر في (مفتحة)، كأنه على: فتحت الجنات أبواها، فأبدلت (الأبواب) من (الجنات)، لأها منها وبعضها، كما تقول: ضرب زيد رأسه. وعلامة التأنيث في (مفتحة) على هذا قبل أن تبدل منها (الأبواب) لضمير (الجنات). ولا يجوز على هذا: زيد مضروب الأب، إذا أبدلت الأب مما في (مضروب)، لأن (الأب) ليس بزيد ولا بعضه، كما أن (الأبواب) من (الجنات)، فلا يجوز إبداله منه إلا على جهة الغلط.
والأخرى: أن تكون (الأبواب) مرتفعة (مفتحة) على نية راجع إلى (الجنات) محذوف، كأنه في التقدير: وإن للمتقين جنات عدن مفتحة لهم الأبواب منها. فالتأنيث في (مفتحة) على هذا (للأبواب) دون (الجنات)، وقد عادت الهاء من (منها) إلى (جنات).
وليس الألف واللام في (الأبواب) على هذا التأويل كالألف واللام في (الوجه) من قولك: مررت برجل حسن الوجحه، لأن الألف واللام هنا عوض مما كان (الوجه) مضافا إليه، يدلك على ذلك أن (حسنا) لا يتعرف به كما لا يتعرف مع قولك: وحهه، فإذا صار في الكلام ما يرجع إلى الموصوف لم يسغ أن يكون الألف واللام بدلا من الضمير المحذوف، للاستغناء عن ذلك بالعائد الذي هو في اللفظ موجود، وعلى هذا قوله فإن الجحيم هي المأوى [النازعات: 39]، أي: المأوى له، فحذف (له) لما في الكلام من الدلالة عليه، كما حذف (منه) في قولهم: السمن منوان بدرهم(1). وليس حذف بعض الخبر للدلالة عليه بأعظم من حذف الخبر بأسره، إذا قامت على حذفه دلالة تدل عليه.
(1) قال ابن يعيش: والعائد محذوف تقديره: منوان مثه بدرهم:
مخ ۳۸