============================================================
المسائا المشكلة وحطؤه في تأويله الألف واللام في هذه الآية على أهما بدل من الهاء الضمير، لأن الألف واللام إنما تكونان عوضا من علامة الضمير في المعنى دون اللفظ في باب: حسن الوجه، وما أشبهه من الأسماء الني كان حكمها أن ترتفع بالصفات المشبهة بأسماء الفاعلين أو بأسماء المفعولين، ثم يحذف الراحع منها، وتحعل الصفة للأول. ولم يجئ في غير ذلك.
فأما ما حكاه(1) من قوله: مررت برجل حسنة العين، وقبيح الأنف، فعلى ما ذكرناه من البدل من الضمير، لأن العين والأنف بعض منه. ويحتمل أيضا أن يكون على حذف (منه)، وهذا التأويل في: مررت برجل حسنة العين- أسوغ، لمكان التأنيث في (حسنة)، فإن ضمير الرجل لا يكون مؤنثا، وينبغي أن يكون الكلام المبدل منه على وجه غير مفتقر إلى البدل.
فأما قول الفراء: ولو قال: (مفتحة لهم الأبواب ، على أن تحعل (المفتحة) في اللفظ (للحنات)، وفي المعنى (للأبواب)، وتشبيهه ذلك بالشعر الرقابا، فهو جائز.
ويدل نصبك الأبواب مفتحة على أن فيه ضميرا للأول، وإذا كان فيه ضمير الأول لم يجز ارتفاع (الأبواب) ها، لأنه لا يرتفع بفعل ولا بشيء يقوم مقامه فاعلان وإنما وحه الرفع في الآية على ما ذكرناه.
فأما ما أنشدناه لكثير من قوله: من الخفرات البيض لم تر شقوة وفي الحسب الزاكي الكريم صميمه(2) فلا يجوز الجر في (الكريم) على أن تحعله صفة (للحسب)، لأن (صميمها) مرتفع برالكريم)، وليس فيه شيء يرجع إلى الموصوف الذي هو (الحسب)، فلا (1) يعيي حكاية الفراء وقد تقدمت .
(2) ديوان كثير عزة 429 . وعجزه فيه: وفي الحسب الرفيع نحارها وكذا في المحاسن والأضداد للجاحظ ص 122. ويجرى الشاهد في هذه الرواية أيضا.
مخ ۳۹