============================================================
المسائا المشكلة وذلك بعيد، لأنا وحدناهم يجعلون الاثنين على لفظ الجمع في نحو قوله عز وحل إذ تسوروا المخراب4 [ص: 21]، لافقد صغت قلوبكما) (التحرم: 4]، وبابه. ولم نرهم يجعلون لفظ التثنية للجمع، إلا أنه لا يمتنع ذلك في هذا الموضع، لأن المجموع الذي هو قولنا: الأعالي حهنا= اثنان في الحقيقة، فحمله على المعنى أو استعمل اللغتين اللتين في نحو هذا جميعا، فحمل الأول على قوله: (فقد صغت قلوبكما، والثاني على: وضعا رحليهما، وليس ذلك بحسن، لأن الراجع أن يكون على لفظ المرجوع إليه أحسن، إلا أن ذلك لا يمتنع. ففي هذا التأويل تخليص للشعر من عيب، وإدخال له في عيب آخر.
فأما قوله: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ص: 50]، فقال الفراء فيه: رفع الأبواب بمفتحة لهم أبواها، والألف واللام خلف من الإضافة، تقول: مررت ال برجل حسنة العين قبيح الأنف، والمعن: حسنة عينه، قبيح أنفه، ومنه: *(فإن الجحيم هي المأوى [النازعات: 39]، أي: مأواه، ولو قال: مفتحة لهم الأبواب، على أن تجعل (المفتحة) في اللفظ (للحنات)، وفي المعنى (للأبواب)، مثل: الشعر الرقابا، والشاحط الدارا، لجاز.
وأقول أنا: إذا قلتا: مررت برجل حسن الوجه، فالإضافة فيه: برجل حسن وجهه، ثم حذف المضاف إليه (الوجه)، وهو هذا الذي كان عائدا مما اتصل بالصفة على الموصوف، فلما حذف العائد، وكان لا بد من أن يكون فيها راجغ إلى الموصوف، جعل ضمير الموصوف في الصفة اليي هي (حسن) وإن كان في المعنى للوجه)؛ لأن الصفة لا تخلو من راجع منها إلى الموصوف، كما أن الصلة مع الموصول كذلك.
والدليل على هذا قوهم: هذه امرأة حسنة الوجه، ولو كان حذف ما يرجع الى الموصوف مما اتصل بالصفة كاثباته، لكان: مررت برجل حسن الوجه في اللفظ منزلة: مررت برجل حسن وجهه، كما أنه في المعنى كذلك.
ولو كان قوله: (مفتحة لهم الأنواب بمنزلة مفتحة لهم أبواها، كما ذهب إليه الفراء لما جحاز: مررت برجل حسن الوجه، ولقيل: حسن الوجة، كما يقال برجل حسن وجهه. ولما جاز: مررت بامرآة حسنة وجهها، فقوهم: مررت برجل
مخ ۳۷