============================================================
المسانا المشكلة الوجه، ولو لم يحذف المضاف إليه (1) (الوجه) الراجع إلى الموصوف الأول، لم تؤنث الصفة، وقلت: مررت بامرآة حسن وجهها. فحذفت علامة التأنيث من الوصف مع إثباتك الضمير العائد إلى المرأة، كما أثبتها مع حذفك الراجع من الوجه، وصار تأنيث الصفة وإضافتها إلى فاعلها مع إثبات العائد إلى الموصوف خطأ.
وحكى سيبويه أنه قد جاء به الشعر فقال: وقد جاء في الشعر حسنة وجهها شبهوه بحسنة الوجه، وذلك رديء وأنشد: امن دمنتين عرج الركب فيهما بحقل الرخامى قد عفا طللاهما أقامت على ربعيهما جارتا صفا كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما(2) وإنما صار حسنة وجهها رديئا، لأن (حسنة) من قولنا: هذه امرأة حسنة، صفة جارية على المرأق، وفيها ذكرها، ولذلك أنشا بالتاع فإذا قلنا: مررت بامرأة حسن وجهها فالحسن للوجه، والهاء راجعة من الوجه إلى المرأق، كما رجع الضمير إليه من (حسنة). فاذا قلت: مررت بامرأة حسنة وجهها. فقد جمعت بين ضميرين للمرأة يرجعان إليها. أحدهما ضمير في (حسنة)، والآخر الهاء في (وجهها). وأخطأت، لإضافتك (حسنة) إلى (الوجه)، والحسن هو الوجه، والشيء لا يضاف إلى نفسه.
وأيضا فقد اثثته، وهو لمذكر: فإن قيل: فقد أضفت (حسن) إلى الوجه، وهو في قولك: الحسن الوجه.
فالجواب أن في (حسن) ضميرا يرجع إلى الموصوف به الجاري إعرابه عليه، فقد خرج أن يكون لاالوجه)، ولو كان له لارتفع به، على أنه حديث عنه وفعل له.
ومما يدل على آن (الحسن) في باب: زيد حسن الوجه، صفة لزيد وليس للوجه: قولك: هند حسنة الوجه. فلو كان (حسن) للوجه لما جاز تأنيثه، لأن (الوجه) مذكر. وقد أجرى (حسن) في: مررت برجل حسن الوجه، محرى الصفات التي يراد باضافتها التخصيص، نحو: مررت برجل صاحب امرأة. ألا ترى: أن في كل (1) يقصد بالمضاف إليه الوجه: الضمير الذي يضاف إليه الوجه.
(2) البيتان للشماخ، انظر: ديوان الشماخ بن ضرارا307.
مخ ۳۳