276

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ثم قال سبحانه للإنسان واعظا ومذكرا لما هو عليه من الغفلة عن ذكر ربه، إذ كان به مغتر: ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك (8) كلا بل تكذبون بالدين (9) وإن عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين (11))) يعني سبحانه بقوله: ((ما غرك بربك)) أي ما الذي غرك بربك الكريم؟! وكذلك هو الكريم الذي جل في الكرم عن كل كريم، والحليم الذي جاز حلمه حلم كل حليم، ولي ما بالإنسان من جميع النعم والإحسان المحتمل له مع فرط الغفلة والعصيان وطول تماديه فيما هو عليه من السهو عن ذكره والنسيان، وهو ربه وخالقه ومليكه ورازقه، وهو كما قال سبحانه: الذي خلقه فسواه فعدله، في أي صورة ما شاء ركبه، وكما أراد هيأه ومثله، فأي تعديل سبحانه عدل الإنسان مصورا مسويا! وأي تركيب ركبه، وتوصيل وصل أعضاءه مهيأ فوضع كل عضو من أعضائه في موضعه! وهيأه معتدلا في موقعه.

مخ ۲۹۰