275

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

تفسير(إذا السماء انفطرت)

بسم الله الرحمن الرحيم

((إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت (2) وإذا البحار فجرت (3) وإذا القبور بعثرت (4) علمت نفس ما قدمت وأخرت (5))) فانفطار السماء: انصداعها وانفتاقها، وذلك فهو توهينها وانشقاقها، وانفطار السماء والله أعلم فمن زلازل القيامة وزعازع الرجفة، وهذه الدكة عند ما يكون في الصور من النفخة التي صعق بها، وبما يكون من شدة هدتها من في السموات والأرض إلا من شاء الله، وحينئذ تنتثر الكواكب وتفجر البحار، وتبعثر القبور بجميع رميم العظام، فهذا هو اليوم الأكبر الذي لا كالأيام، وتفجير البحور والله أعلم حين ترج الأرض رجا، والرج للأرض: هو الزعزعة والتحريك الذي تضطرب به منها الأرجاء، فحينئذ تتفجر منها البحار، ولا يكون لها ثبات ولا قرار، وحينئذ تعلم كل نفس ما قدمت وأخرت من أعمالها.

و((ما قدمت)) والله أعلم فهو ما قدمت قبل موتها من حسناتها وصالح أفعالها، و((أخرت)) _والعلم عند الله_: فهو توانت عنه وأخرت من طاعة ربها حتى فاتها بتقديمها بين أيديها قبل فنائها بالموت وانقلابها، فخلفته وانقطعت الحياة، ولا رجوع لها إليه، وما قدمته النفس فهو: ما قدمه كل امرء من خير أو شر قبل انقطاع حياته وهجوم الموت عليه.

مخ ۲۸۹