272

============================================================

الاقليد الثامن والخمسون في أن لله دين مستور عن غير أهله من طريق العقل إن سأل سائل، فقال: هل من طريق العقل ححمة قاطعة تلزم العباد بأن لله تعالى1 من علمه شيء يختص به من يشاء من رسله، ولرسله علوم وأسرار يختصون ها من شاؤوا من أممهم، سوى ما ألفوه من بين ظهرانيهم من الشرائع والتنزيل، ليزول بتلك الححة الشكوك عن قلوب أهل الريب، وتزيد بصائر أهل الحق؟ فأرشدنا أرشدك الله إلى كل حق مستور. فأقول محيبا له ولمن يلتمس من أهل الحق الكشف عنه : إنا نحتاج في الإبانة عن هذا الإقليد إلى وضع مقدمات أولية في العقل، لا ينكرها أحد من المقرين" بالدين ومن منكريه. ثم بجعل تلك المقدمات أساسا لما نريد الشرح والإبانة عنه.

فأقول: إن من المقدمات العقلية الأولية الأبديسة أن الناس ليسوا متساويين في الفهم والتمييز، والعقل والذرك والإحاطة، بل هم متفاوتون في هذه الأشياء. ومن المقدمات العقلية أن ليس لله تعالى في إرسال الرسل وإيجاب الدين على [223] العباد جر منفعة ولا دفع مضرة. ثم نظرت في حال الخلق وما يختص كل صنف منه ما قد حظر على الصنف الذي تحتة، فوجدت الخلق لما انتهى إلى عالم الطبيعة بالتقسيم الكلي قد انقسم إلى أربعة أقسام: وهي الجماد، وذوات النماء، وذوات الحس، وذوات النطق.

وإن الجماد من بين الخلق قد حظر عليه قبول شيء من آثار النفس [يعي] القوة 1 ز: تبارك وتعالى.

، كما في ز، وفي ه: المفترين.

3 ز: تبارك وتعالى.

273

مخ ۲۷۲