============================================================
وتلقاء الواجب. وأما المشيئة التي هي تلقاء الأزمنة، فإن الإنسان في وقت النهار مشيئته1 التصرف، وفي وقت الليل مشيئته النوم والراحة، وفي وقت الصيف مشيئته التضحى، وفي وقت الشتاء مشيئته التدفي. وأما الي هي تلقاء الحاجة، فإن للانسان عند الجوع مشيئته الأكل، وعند الشبع مشيئته الامساك، وعند العطش مشيئته الشرب، وعند الري مشيئته الإمساك أيضا . وأما التي هي تلقاء العادة، فإن للانسان من جهة العادة عند الجوع مشيئته بتناول ما اعتاده من الملكولات. وأما الي هي تلقاء الجميل، فالإنسان إذا اختار التجمل في أفعاله، فإن له مشيئة[218] الإمساك في الأكل في الأسواق، ومشيئة تباعده عن الناس إذا ذهب إلى الخلاف. وأما التي هي تلقاء الغضب، فإن له مشيئة الانتقام من المسيئين إذا غضب عليهم . وأما التي هي تلقاء الرحمة، فإن له مشيئة العفو عن المعترفين بالذنوب في الجرائم. وأما الي هي تلقاء الواحب، فإن لكل صانع في إظهار صناعته أشياء واجبسة، لا بد له من إحضارها. فله مشيئة احضارها ووضعها مواضعها لتمام صنيه ومشيئة الخالق، جل وعلا،2 ليست تلقاء الأزمنة، ولا تلقاء الحاجة، ولا تلقاء الغادة، ولا تلقاء الجميل، ولا تلقاء الغضب،2 بل مشيئته تلقاء الجود المحض لاظهار الحكمة. فلا يتصرف بين متقابل، بل هي واحدة بما يشاء. ولم ثشاهد من له هذه المشيئة الفاضلة بمنزلة واحدة. وكان بما شاء كما لم يكن بما لم يشأ. إذ لم يفضل شيء خارج عما كان بما شاء، ولا بقيت4 قدرة الصانع آخر يكون مشيئته كون آخر فيما لم يكن بما ا لا ا ل ا الو ف مر د د الا لد لا كما في صححناه. في ه: مسيته. ز: مشية،. وفي كلي النسختين هذه الكلمة غير واضحة، إما يكون "مشيئة" أو مشيئته.1 ولاستمرار على استقامة واحدة في النص أثبتنا "مشيئته" ز: حل وتقدس.
2 زيادة في ز: ولا تلقاء الرحمة، ولا تلقاء الواحب.
4 كما صححناه، وفي ه: يقيت. ز: يقدر.
ه ز: اظهرت.
267
مخ ۲۶۷