242

مقالات

ژانرونه

============================================================

مقالات البلخى هؤلاء القوم أن قالوا: وجدنا كل فعال جسما، فلما صح أن الله تبارك وتعالى فقال صح أنه جسم، قالوا: وبالشاهد يستدل عليه، فإن سقط هذا الاستدلال سقط كل الاستدلال ووجب عكسن الأمور.

فقال مخالفوهم: إنكم وإن لم تكونوا شاهدتم فعالا إلا جسما، فإن الفعال لم يكن فعالا لأنه(1) جسم؛ لأنه قد يعرف الفعال فعالا من لا يعرفه جسما، ولو جوزنا جسما غير فاعل، ولو أن إنسانا لم يشاهذ أحدا إلا أسود فقضى أن كل إنسان أسود لأنه لم يشاهذ إلا ذلك، لكان مخطيا من قبل أن الإنسان لم يكن إنسانا لأنه أسود.

وعارضوهم أيضا فقالوا: إنكم كما لم تشاهدوا فعالا إلا جسما، فلم تشاهدوا فعالا أيضا إلا مركبا مؤلفا محتملا للزيادة والنقصان، فاقضوا بأنه مؤلف محتمل للزيادة والنقصان، وإلا فإن جاز أن تكونوا لم تشاهدوا فعالا إلا مركبا مؤلفا ثم يصح في الغائب فقال ليس كذلك، فأخبروا فاعلا ليس بجسم، وإن لم تكونوا شاهدتم فعالا إلا جسما.

واحتج أصحاب هشام أيضا بأنهم لم يشاهدوا إلا جسما وعرضا، ولا يعقلون غير ذلك، فما خرج من أن يكون جسما فهو عرض، وما خرج من أن يكون عرضا فهو جسم، قالوا: وكما وجب أن يكون جسم طويلأ عريضا عميقا مؤلفا، لأنكم لم تشاهدوا إلا ذلك، وكذلك يجب أن يكون كما ليس بجسم عرضاء لأتكم لم تشاهدوا شيئا ليس بجسم إلا وهو عرض.

فقال مخالفوهم: أما قولكم: إنا حكمنا بأن كل جسم طويل عريض عميق مؤلفت لأنا لم نشاهذ إلا ذلك، فليس القول على ما قلتم، لأنا ليس للمشاهدة (1) في الأصل: فعلانه.

مخ ۲۴۲