243

مقالات

ژانرونه

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة حكمنا بذلك، ولو كنا حكمنا به للمشاهدة كان قدوافقناكم في اعتلالكم، ولكنا قلنا: إن كل جسم على ما ذكرنا، لأن الجسم إنما كان جسما لطوله وعرضه و عمقه وتركيبه واحتماله التغيير والزيادة والنقصان، ولأنه لا يعرفه جسما من لا يعرفه كذلك.

وأما قولكم: إنه يجب أن يكون كل ما ليس بجسم عرضا، فإن قول القائل: ليس بجسم نفيي، والنفيي لا يثبت به شيء دون شيء ولا يومأ به الى شيء، ثم عارضوهم، فقالوا لهم: وأنتم على أصل مذهبكم لم تشاهدوا شيئا إلا مؤلفا أو محتملا للتأليف، وكل ما ليس بمؤلف ولا محتمل للتأليف صفة، وإلا فإن جاز لكم أن تثبتوا في الغائب شيئ ليس بصفة ولا مؤلفا وإن كنثم لم تشاهدوا غيرهما لعلة من العلل، جاز أن يثبت في الغائب شيئأ ليس بعرض ولا جسم وإن كنالم نشاهذ غيرهما لعلة هي أقوى من علتكم.

على أن من أصحابنا من يجيز وجود ما ليس بجسم ولا عرض، وهو الجزء، ولكنا أردنا أن يكون الجواب على أصعب وجوهه.

وقال مقاتل بن سليمان وداود الجواربئ ومن قال بقولهما: إن معبودهما جسم لحم ودم في صورة الإنسان، وله/ جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس (1121) وعين، وهو مع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه غيره. وهكذا الحكاية عنهما، وقد وافقهما جماعة من الحشو الطغام المنتسبين إلى الحديث.

وحكي عن الجواربي أنه كان يقول: إنه أجوف من فيه إلى صدره، و مصمث ما سوى ذلك. وأن مقاتلا كان يأباها.

وحكى إبراهيم النظام وغيره عن قوم لا أدري من أهل الملة هم أو ليس منها أنهم قالوا: إنه جسم فضا، وإن الأجسام كلها فيه.

مخ ۲۴۳