القدر بعد عدتهم(1) فيشتهر أمرهم، وينادي مناديهم ألا إن الشيخ فلانا فعل كذا يشيع خبره في البوادي والحواضر، ولدى الغائب والحاضر، ولا يزال ذلك الظالم اليشيه بالرشى الاول، وربما زاده زيادة ظاهرة ويجعلها عليه فرضا لازما، وربما ألزمها المن بعده، وإذا قصروا معهم في ذلك يأتونهم إلى منازلهم ويتملقون إليهم وويططبونهم في صدقاتهم وما كانوا يناولونه لهم، فإن أبطأوا عليهم في ذلك خوفوهم وأرعبوهم، ولا يزالون في طلب الدنيا منهم والتذلل لهم حتى يكرموهم بجائزة قلت أو كثرت فينصرفون وقد نالوا منالهم، ومن الله عقوبتهم ووبالهم، فلا حول ولا قوة الا بالله.
وقد تقدم في ترجمة كل واحد منهم (2) ما اغنى عن إعادته هنا فانظره ترى اصداق ما ذكره الشيخ القطب(3) فيهم وبعدهم من حضرة الأخيار، واستنشاقهم خبث ارائحة الأشرار، فإنها لا تعمى الأبصار، فإن قالوا قد ظهرت على بعضنا كرامات وربما / يذعونها، وظهرت لهم / بركات، وربما أوعدوا من أغضبهم فصدقوا ووعدوا من ابرك بهم فما أخلفوا، وربما تكون لهم إشارات، وهل يكون مثل هذا إلا لأهل الاستقامة؟ قلنا لهم كراماتكم مقصورة على جماعة اللصوص المحاربين الذين لا ايدمون بلاء لأنهم دائما متعرضون لأسباب الفتن والحرابة، ومن هذا شأنه دائما إذا الي حربا أو حضر عدوا لا ينقلب في الغالب إلا عن نقص وبلاء إما في نفسه أو في فرسه أو في غيرها من ماله، وهلا نفذت(3) كرامتكم لمن كان جليس داره أو بلده لا اليدخل حربا ولا يحضر وقيعة؟ فما باله لا يناله من دعائكم ولا من توعدكم ما يكره؟
وأما أولئك الأقوام الذين هم مثابرون لقرع الرماح وحضور نار الحرب فلا بد لهم من النلكبة والضرر. ولقد قال القائل: من ظن ممن يلاقي الحروب بان لا يصاب فقد ظن عجزا(5) (1) من الوعد.
2) لا ندري كم فاتنا من هؤلاء نتيجة انقطاع النص . وقد عرفنا أن أخر من ترجم له هو بلقاسم الحيدوسي.
دون آن يتمه 3) يبدو أن المؤلف كان ينقل عن أحد كبار المتصوفة في شأن أدعياء الولاية . ولا ندري من هو هذا القطب الي يشبر إليه. ولعله الشيخ أحمد زروق الذي تقدم ذكره والنقل عنه.
(4) في الأصل (نقدت).
(5) سبق أن أشرنا أن هذا البيت قالته الخنساء.
ناپیژندل شوی مخ