مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم1 الحمد لله الذي فتح بصائر أوليائه بأنوار الهداية، ونشر عليهم ألوية القبول لما ابقت لهم سابقة العناية، وأقامهم بين عباده لردع من جلب عليه الشيطان بخيل الواية، وكلفهم قمعه بمرهفات الألسن والاسنة(2) مع العجز عن سواهما مما هو أبلغ ففي كبته وقطع دابره غاية ، كي يرجع على عقبه مما تسربل به من مسح المعاصي لا إلى نهاية ، وتلك سيرته سبحانه وتعالى ما أظهر بدعيا إلا طمس وجوده بشهاب حجج اهل المعرفة والدراية، وأطفأ حرارة أنفاسه يرياح براهين من جعلهم شمسا وستضيء(3) بنورها أهل الغباوة والعماية.
والصلاة على سيدنا محمد مصطفاه ومختاره ومجتباه، هذي به أعينا عمياء وقلوبا غلفا واذانا صماء، فأوضح الطريقة ونصح الخليقة، وعلى آله وأصحابه الذين انتهجوا منهجه / وقفوا محجته، فأشادوا الدين وقمعوا الضالين، وعلى التابعين وتابع 2 التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ادوافع تأليف الكتاب: أما بعد، فلما رأيت الزمان بأهله تعثر، وسفائن النجاة(3) من أمواج البدع تتكسر، وسحائب الجهل قد أظلت، وأسواق العلم قد كسدت، فصار الجاهل (1) تقرا في الأصل كأنها (الأبنة).
(2) كانت (يستضاء) وصححت في الهامش (يستضيء) .
3) في الأصل (النجات).
مخ ۱
ئيسا، والعالم في منزلة يذعى من أجلها خسيسا، وصاحب أهل الطريقة(1) قد أصبح وأعلام الزندقة على رأسه لائحة، وروايح السلب والطرد من المولى عليه فائحة، الا انهم - أعني الطائفتين(2) - تمسكوا من دنياهم بمناصب شرعية، وحالات كانت قدما السادة الصوفية، فموهوا على العامة بأسماء ذهبت مسمياتها، وأوصاف تلاشت أهلها ام نذ زمان وأعصارها، لبسوا بانتحالهم لها على أهل العصر أنهم من أهلها، فما راقبوا المولى أن يعاجلهم، ولا خافوا فجأة الموت فما بعدها أن تصادمهم، لولا حلم من ابقت رحمته غضبه، فاغتروا وما نظروا، واستهونوا وما استبصروا . كل ذلك والمولى امهل لهم ، ويجري أسباب المنى كيف ما أحبوا على نحو إرادتهم ، فزادوا به تمردا 1 وطغيانا، وأظهروا به أن لهم نصيبا وافرا، ولعمري / لقد نالوا به حرمانا وخسرانا.
اوربما صارت الطائفة البدعية مقطعا للحقوق، وقسما يقسم بهم في البر اوالعقوق، والطائفة الأخرى(3) سطرت أناملهم في قراطيس السجلات ما يوهم من لم اليهم ممن يأتي في غابر الزمن أنهم من حزب العلماء بل ومن مشايخهم الأعلين.
كل ذلك والقلب مني يتقطع غيرة على حزب الله العلماء أن ينسب جماعة الجهلة المعاندين الضالين المضلين، لهم أو يذكروا في معرضهم، وغيرة على جناب السادة الأولياء الصوفية أن تكسون أراذل العامة وأنذال(4) الحمقى المغرورين أن يسعوا بأسمائهم أو يظن بهم اللحوق باثارهم، ولم آل في التنفير من كلتا الطائفتين ووالتحذير منهم في كل زمان وأوان، وبين كل صالح من الإخوان، إلى أن أحسست السان القول قد انطلق بنسبة ما لا يليق ذكره من أفواههم، فشرح الله صدري في أن أاعتكف على تقييد يبدي عوارهم، ويفضح أسرارهم، ويكون وسيلة إلى الله في الدنيا والأخرى، لأني غرت على دائرة الكمال من أهل حضرته، وذببت(5) جهدي باللسان ووالبنان على أهل صفوته، فلا جرم وإن كنت متلوثا بالخطايا والأوزار، وممن أحمل (1) يقصد بهم أهل التصوف المنحرف (2) يعني الجاهلين من العلماء والضالين من المتصوفة.
(3) أي العلماء الجهلاء، أو أدعياء العلم (4) في الأصل (أندال)، وكثيرا ما يكتب الناسخ الذال دالا على طريقة بعض أهل الشرق الجزائري.
(5) في الأصل (دببت).
ناپیژندل شوی مخ
عدة من القبائح آناء/ الليل والنهار، أن أرجو(1) من الله المغفرة.
لفهذا الجهاد الذي هو أحد من السيف في نحور أعداء الله، وناهيك بهم أعداء، نسخوا شرع سيدنا ومولانا محمد، بارائهم المسطرة بأقلامهم في اجلاتهم، وأحلوا الرشى(2) بأفعالهم، والتمدح بها والعكوف على طلبها والاعتنا بأخذها في أنديتهم(3)، فهي عندهم من أرفع المكاسب وأسنى المطالب.
والطائفة الأخرى(9) أعلنوا بأن سابق الأقدار منوطة بإرادتهم، وتأثيرات الأكوان اادرة عن اختياراتهم، فزادت بهم العامة شغبا إلى شغبهم، وتشويشا دخل القلوب فما أعظمه وأصعبه! واتخذت أتباعهم(5) القابا لهم باسم الشيخوخة، والتحذير من أن اي اضوا أو يغتاضوا، فصارت العامة تجانبهم ولا تحط بساحتهم، وأما النكير عليهم فأربابه في قعر حفير وربما زاد في إفصاح(6) أحوالهم والحمل على بثها وإبدائها، ما احدثوه من أن من مات منهم بنوا عليه وشيدوا بناءات، وجعلوا عليهم قبابا من العود والواحا منقوشة بأسمائهم وما اختاروا لهم من الألقاب التي لا تصلح لهم، وهي من أوصاف سادتنا العلماء العاملين والصلحاء الفاضلين الكاملين، وصيروا ذلك لغابر الهر بحيث إنهم لبسوا على العامة في الحياة(3) / وعلى من سيكون بعد الممات. 5.
ترقيب الكتاب: افعظم الباعث على النصح بهذا التقييد، والفارق لكل ذي رأي سديد، ورتبته على ثلاثة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: في من لقيناه من العلماء والصلحاء المقتدى بهم ومن قبل امنهم ممن نقلت إلينا أحوالهم وصفاتهم تواترا، أردنا التنبيه عليهم، وذكر ما كانوا (1) في الأصل (أرجوا) ، وهكذا في بقية المخطوط، وكذلك مثيلاتها، كيسخوا، ويعفوا الخ (2) جمع رشوة 3) يعني في اجتماعاتهم ، وأحيانا يقصد بالأندية الأماكن ، كما سيأتي.
4) يقصد يهم ادعياء التصوف (3) لعله يقصد المريدين.
(6) أي وضوح (7) في الأصل (الحيات) ، وكذلك في جميع المخطوط
ناپیژندل شوی مخ
اعليه، وزمانهم، وتواريخ وفاتهم(1) الفصل الثاني : في المتشبهين بالعلماء، وهم الذين قصدنا بهذا التقييد إيضاح أحوالهم(2).
والفصل الثالث: في المبتدعة الدجاجلة الكذابين على طريق الصوفية المرضية.
والخاتمة : في إخوان العصر(3) وما هم عليه.
ووسميته (منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية) .
ووأرجو(4) من المولى الكريم أن يهعني به وأن يتقبل عملي، وأن يكون في اميزان حسناتي في سكرات الموت فما بعدها برزخا ومحشرا ومواطنهما، إنه جواد كريم بر رحيم.
(1) سوف لا يتقيد بذلك، كما سنرى، إذ إن كثيرا من أماكن التواريخ تركت بيضاء.
2) ركز المؤلف فعلا على الفصلين الثاني والثالث.
3) أي المعاصرين له.
(4) في الأصل (أرجوا).
ناپیژندل شوی مخ
اوالداخل، وكان يحسن إلى الشيخ أبي العباس ويبره ويسقط عنه ما يترتب على دخول الباب من عادة الأمراء، ويضيف(1) الشيخ أبا العباس ويكرمه.
ردد أحمد زروق على قسنطينة: ووكان(2) على هذه الحالة مدة إلى أن قدم في بعض الأيام على عادته، فلم يجد اوال أبي حفص بالباب كعادته فسأل عنه فأخبر أنه ولد له ولد اشتغل بوليمته، فاتفق أن ام ش الشيخ أبو العباس إلى دار والد أبي حفص وطلب على الولد، أعني سيدي أبا احفص، فكان يقال إن الشيخ الزروق أخذته حالة(3) إلى أن جعل الصبي، أعني أبا احفص على كفه، وجعل يمشي به من طرف البيت إلى الطرف الآخر، وهو يقول: الهم تقبله مني على أي حالة كان ، هكذا(4) تنقل هذه الكرامة. وربما نقلت(5) عن الشيخ الوزان، رضي الله عنه، ما يؤيدها، فكان يقول : أنا دعوة الزروق، رضي الله عنهما ونفعنا بهما وبأمثالهما الوزان من التصوف إلى الحديث: ووكان الشيخ أبو حفص الوزان ممن تشد له الرحال في طلب العلم، وممن 1 يفتى بأقواله وأفعاله، ويتحدث أن الشيخ في مبادىء أمره/ كان معنيا بطريق الصوفية والعكوف على قراءة كتب الوعظ. وكان ذات يوم يقرأ على عادته بالجامع الأعظم الأقدم(6) من بلدة قسنطينة بين خزانتي الكتب اللتين بباب البهو من أبواب الجامع المذكور، فخرج عليه شخص فناداه : يا عمر عليك بالأحاديث النبوية تنورك ظاهرا و باطنا! فترك الشيخ ذلك واشتغل بالأحاديث. فكان يقال إنه يحفظ البحاري بأسانيده ال أن مات ولده، فيقال إنه تكسرت عليه الأسانيد أو بعضها، والله أعلم.
اويقال إن الشخص المذكور الذي خرج للشيخ سيدي عمر هو الخضر عليه (1) أي يستضيفه في داره.
2) يعني الشيخ زروق، ويكتبه المؤلف أحيانا (الزروق).
(3) أي حالة صوفية.
(4) في الأصل (هاكذا).
5) بصيغة المبني للمجهول، لان المؤلف لم يلق الشيخ الوزان (6) هو الجامع الذي كان المؤلف يقيم بالقرب منه، وتولى هو وأبوه وجده الوظائف فيه، وسيعيد ذكره. وقدا اي هذا الجامع سنة 430 هجرية.
ناپیژندل شوی مخ
السلام، وسمعنا غير مرة أنه تكرر رؤياه للخضر عليه السلام، ومن ذلك أنه كان يقرأ اعلى شيخ له بأسفل حارة الطبالة من المدينة المذكورة (وهي الآن المعروفة بما تحت سجد سيدي أبي عبد الله الشريف بباب الجابية)، فكان في يوم مطر شديد والشيخ اواقف ينتظر خروج شيخه، فخرجت له خادم من دار الشيخ فقالت له : إن الشيخ لا اخرج هذه الساعة، أو كلاما نحوهذا، فرجع الشيخ فيما يقال متألم الخاطر فتراءى له اخص من إحدى روايغ الحارة فقال له يا عمر ستتي الله عن بقرات زيد ويأتي الله باللبن الغزير فضاعت شمس/ الشيخ سيدي عمر على الجدرات والأرض وعم نورها 9 الآفاق، رحمه الله ونفع به.
ومن كراماته، رضي الله عنه، ما يتحدث بها أنه خرج ذات يوم في قيلولة شديدة اعلى باب البلد في غير عادة خروجه، فاتبعه رجل من الطلية يقفو(1) أثره ولم يعلم به اشيخ، والشيخ، رضي الله عنه (2)، ماش نحو الكدية(3)، فخرج عليه رجل وتكلم معه ليا ثم انصرف فلحق بالشيخ الرجل الذي يقفو أثره، فسأله عن الرجل الذي كان ايحادثه، فقال له الشيخ: أرأيته؟ فقال له : نعم، فقال له : هو القطب(4) وولشيخ كرامات كثيرة لسنا بصددها وإنما أتينا بما ذكر، تبركا به، ولعل الله أن ال تح علينا بما فتح به عليه وعلى كل أحبابه، وإن أنسأ الله الأجل أفردها بتقييد.
اووفي الشيخ المذكور في سنة خمس وستين وتسعمائة(5)، ودفن بمدرسة ابن افوناس، وهي التي على يمين المار لباب الوادي من المدينة المذكورة، وقبره يسار الاخل لبيت صلاتها مما يلي القيلة في الشباك حمد بن افوناس: وأمام شباكه شباك الشيخ ابن افوناس - رحمه الله - وقبره به وهو أبو عبد ال ه (1) في الأصل (يقفوا).
(2) عبارة (الشيخ رضي الله عنه) مكررة في الأصل.
(3) الكدية كانت ضاحية من قسنطينة القديمة ، وهي الآن جزء من المدينة . وموقعها مرتفع (4) لعله يقصد بالقطب الشيخ أحمد زروفق.
(5) 965ه / 1557م . ويقصد بعبارة (لبيت صلاتها) المدرمية المذكورة.
ناپیژندل شوی مخ
احمد، كان فقيها عالما، صاهر الشيخ المذكور فزوجه ابنته، وقيرها بالمدرسة 15 المذكورة. وكان ذا مال ورباع، وكان مشهورا في زمنه بالعلم/ والولاية، وكانت له اوجاهة عند الأمراء، توفي في حياة(1) الشيخ سيدي عمر(3) - رحمه الله - وله(3) مع ادي أبي زكرياء يحى حكاية، ذكرها في حاشيته على المدونة، سنذكرها عند ذكره.
- [التعريف بالشيخ أبي عبد الله محمد العطار رحمه الله] حصد العطار وممن سمعنا بذكره الشيخ أبو عبد الله محمد العطار، كان معاصرا للشيخ المذكور(4)، متفننأ عارفا بالمعقول والمنقول، وكان من مدرسي المدينة المذكورة(5) المتقنين، وكان ذا مال وتجارة خرج بسببها مرة لبلد تونس دار الإمارة إذ ذاك(2) فجلس في حلقة إمام جامعها الأعظم (3) ومفتيها، فجلس في ناحية لا يؤبه به إلى أن قع بينه وبين طلبته بحث في بعض العقليات، فأجاب الشيخ العطار عن المسألة بتلطف، فالتفت له الشيخ الإمام ورحب به وأكرمه وأتحفه بالجلوس معه في الحلقة وقال له : مثلك إنما يجلس هنا أو كلاما هذا معناه، وبره غاية المبرة.
ووحكى أن بعض الأسئلة وردت على الشيخ الوزان فأطال في رد جوابها وأظنها من المغرب من ناحية فاس أو غيره، فاستعجل ربها الجواب فردها عليه دون اجواب، فأتى بها إلى الشيخ العطار وذكروا أنه واقف بباب الزيت أحد أبواب الجامع الأعظم(6) آخذا بحلقة بابه فتأمله، وقال له : هل أريته للشيخ الوزان؟ فقال له السائل: 11 يا سيدي بقي عنده أياما ورده . فيقال إنه أجابه عن / المسألتين ساعته وأعطاه إياه فأراه للشيخ الوزان فأعجبه وأثنى عليه.
(1) في الأصل (حيات) .
(2) يعني عمر الوزان.
(3) اي لابن افوناس.
(4) كلمة (المذكور) قد تعني عمر الوزان، وقد تعني ابن افوناس، والأول أقرب بدليل ما يأتي.
(5) يعني قسنطينة.
() أي أثناء العهد الحفصي.
(7) يقصد به جامع الزيتونة.
(6) يقصد به هنا جامع قسنطينة الكبير
ناپیژندل شوی مخ
وصف المؤلفب لأهل زمانه: اله درهم ما أنصفهم وما أعرفهم بالفضل لأهله، إنما يعرف الفضل لأهل الضل ذووه، فأين ذاك من زمن لا يعرفون(1) منكرا، وإن عرفوه لا ينكرونه بل ايدبون(2) على المواظبة(5) عليه، وإن وجدوا مائر حسنة لأهلها لم يألوا جهدا في أطماسها وإخمادها، وإن قدر الله بإظهارها عنفوا ناقلها واستهزأوا به وردوها عليه من كل وجه، وربما أولوها على مقتضى تأويلاتهم الفاسدة وأخرجوها عن قالبها إلى لقوالب ما طبعوا عليه من الحرمان، لا جمع الله شملهم ولا أكثر في الدنيا مثلهم! وما انصف قصيدتي (4) المنبئة بأوصافهم فيهم، وضمناها تأليفنا (محدد السنان في إخوان الخان)(5) مع الإشارة إلى بعض ما هم عليه من الأوصاف القبيحة، فمن أراده فليطالعه.
وومن إنصاف الشيخ العطار وانقياده للحق والعمل به ما يحكى أنه كان له خصام ففي بعض أجنة(2) المدينة مع الصلاية(2) وقاضي الجماعة إذ ذاك الغربي(8)، وطال انزاعهم وترافعهم إلى الحكام كل منهم يدلي بحجته ويقابله خصمه يضدها، وكشر ااستفتاؤهم من علماء العصر إلى أن لجأوا إلى تحكيم العالم الرباني الصالح الشيخ الوزان فاجتمعوا لديه وحضر الخاص والعام في / مجلسهم، فعندما ذكر قاضي 17 الجماعة أشهدكم أني حكمت الشيخ(6) طار قلب الشيخ العطار فرقا خيفة من أن يكون أشهد بالحكم عليه فتنقطع حجته، ويقال إن تلك كانت سبب علة موته.
وهذا - رحمه الله - من وقوفه على جادة الطريق ومعرفته بحق الشرع وحرمته (1) كذا، وهو يعني آهل زمانه.
(2) كذا، ولعله يعني بها يعملون على..
) في الأصل (المواضبة) .
(4) في الأصل (قصدتي) .
(5) درسنا هذا الكتاب في كتابنا (شيخ الاسلام عبد الكريم الفكون) ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1986 .
(6) أي البساتين.
(7) كذا، وقد صححت في هامش الأصل (ابن قلابة) .
(9) سيأتي الحديث عنه، ويعني به أبا الفضل الغربي.
(9) أي الوزان.
ناپیژندل شوی مخ
اوعدم التلاعب بأوامره مع ما لديه من حجج ظهرت له أنه على يقين في كون الحق احقه لا لصاحبه، فخشي أن يكون الحكم عليه مع وجود تمسكاته (1) فتنقطع مادة نزاعه اويبقى رهينا أسفا على فوات ما لديه من دلائل صحة ما يدلي به ولا يتأول على مثل من ال علم ونباهة وفضل معرفة إلا هذا ، ولا تصغ لتأويل الجهلة ما يقطعون به أيام البطالة اويجعلونه من المزاح اللاثق بهم في أنديتهم، وربما يجعلونه سلما لاستصغار جانب أهل الفضل والعلم والله تعالى يقول: { إنما يخشى الله من عباده العلماء)(2) . وتوفي الشيخ العطار في عام ثلاثة وأربعين وتسعمائة(3).
- [التعريف بسيدي أحمد الغربي، رحمه الله] أحمد الغربي وابنه أبو الفضل: اممن سمعنا به قاضى الجماعة الغربي المذكور واسمه ()(2)، ووالده(5 الشيخ العالم سيدي أبو العباس أحمد الغربي، وفي النسبة أنهم من بلد ميلة(6) وهو، أعني الشيخ أبا العباس، شارح رسالة سيدنا عمر بن الخطاب(7) فشرحها بشرح لم
1 يسبق إلى مثله في وصفه ضمنه جملة من الأحكام التي قل / أن توجد في مثله وجملة امان التاريخ ومسائل اعتقادية وصوفية وحكايات مستطرقة، وكل ذلك منبي على تبحر في العلم وقيامه بوظيفته (4)، وله مشيخة جمة (1) من مشاهير((1) العلماء العاملين، كما (1) كذا، وهو يعني براهينه وأدلته.
(27) بقراءة فتح اسم الجلالة وضم العلماء (3) 43ه / 1536م (9) ما بين القوسين بياض في الأصل قدره كلمتان، ولم يذكر الاسم، لكن ذكره فيما بعد أنه أبو الفضل الربي المدعو بكنيته.
(5) كذا، بدل الحديث عن الابن ركز الفكون الحديث على الأب.
(6) تبعد عن قسنطينة حوالى 32 ميلا. ويقول الحسن الوزان (القرن 16 م) إن سكانها كانوا حوالى 0.
كانون. انظر (وصف إفريقية) 0/2 (7) هي رسالة القضاء وعنوان كتاب أحمد الغربي (فتح الملك الوهاب بشرح رسالة عمر بن الخطاب) ) في الأصل (بوضيفته) () يعني له أساتذة كثيرون.
((1) في الأصل (مشاهر).
ناپیژندل شوی مخ
او في فهرسته، وله حاشية على المقترح(1) وأخرى على الارشاد(2) ، وله مسائل في الفوائت رتبها أحسن ترتيب وأخرى في التعليقات دالة على ما هو عليه من التحقيق وحسن الترتيب. وتوفي ولده القاضي ()(3).
4 - [التعريف بالشيخ أبي زكريا يحيى بن محمد الفكون، رحمه الله] احى الفكون: وممن يذكر في المدينة المذكورة الجد أيو زكرياء يحى بن محمد الفكون جد ووالي . كان - رحمه الله وغفر له - من العلماء المتقنين، وكان ممن له اليد الطولى في القهيات وممن يعرف المدونة(4)، وكان من المعتنين بها، وله حاشية عليها بديعة في عناها، ضمنها نوازل ووقائع قل أن توجد في المطولات، وهي مسودة بخطه - رحمه ال - ولم تخرج منها نسخة إلا ما يذكر أن نسخة منها أخذها الوادي(2)، وكان من الفهاء البلدة لم توجد للان، وكان الجد ممن تصدر للافتاء في زمن مشيخة أكابر وهو اسن من الشيخ الوزان إلا أنه عاصره.
اخبر القاضي ابن عبد الرفيع: ويحكى أنه لما ظهر تأليف الشيخ البرزلي(6) بقسنطينة ولم يوجد إلا عند الجد اي زكرياء سيدي يحيى وكان قاضي الجماعة إذ ذاك ابن عبدالرفيع حفيد الشيخ أبي إسحاق(7) فجاء إلى الشيخ سيدي / عمر(9)، وطلب منه أن يتوسطه إلى الجد في إعارة 115.
(1) هو كتاب (مقترح الطلاب) في الجدل والمناظرة، لأبي المظفر محمد بن محمد بن سعد اليروي المتوفى اسنة 668 ه في بغداد. انظر : وفيات ابن القنفذ، ص 286.
2 (الإرشاد) كتاب لابي المعالي عبد الملك بن محمد المعروف بإمام الحرمين الجويني المتوفى اسنة 478 ه، وهو كتاب في أصول الدين والاعتقاد.
(2) ما بين القوسين بياض بالأصل قدره نصف سطر، وسيذكر أنه هو أبو الفضل الغربي.
(4) هو الكتاب المشهور في الفقه الالكي، وقد رواه سحنون عن ابن القاسم عن مالك بن أنس (5) لا نعرف شيئا عن الشيخ الوادي الآن سوى ما ذكره فايسات (روكاي) 290/11 من أنه كان حيا سنة 62 ه/1520م.
(7) هو أبو القاسم بن أحمد، من تلاميذ ابن عرفة، وله مؤلفات، منها (الحاوي في الفتاوي) وقد توفي بتونس (7) أبو إسحاق إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد الرفيع الرقعي، تولى قضاء الجماعة والخطابة بجامع الزيتونة بتونس وتوفي بها سنة 733ه.
(6) يعني عمر الوزان.
ناپیژندل شوی مخ
افر منه للنظر، فأعاره الجد له فبقي مدة يسيرة عنده، ذكر النقلة أنها ثمانية أيام ، فرده الشيخ سيدي عمر وطلب على الثاني من الجد أيضا فأعاره فبقي المدة المذكورة ورده اولم يزل ذلك دأبه إلى أن أكمل أربعة الأسفار بالإعارة والرد فبعد ذلك ظهرت نسخة أخرى في البلد بخط القاضي ابن عبد الرفيع(6)، فاتصل الخبر بالجد فأرسل إلى اشيخ الوزان فجاءه وذكر له أن الواقع لا يليق لأن أصل العارية للمطالعة لا للاستنساخ الفاعتذر له الشيخ الوزان بأنه لا شعور عنده بذلك ولا في ظنه إلا المطالعة فقط، فسمع القاضي ابن عبد الرفيع فأرسل إلى الجد بما استنسخه وطلبه في التحليل أو القبول فرد الجد عليه نسخته التي نسخ منها أعطاها إياه وطيب له ذلك - رحمهم الله - ما اصوب طريقهم وما أنصفهم، ويقال إن مدة ما نسخ حاوي البرزلي فيه شهر، والله ل اعلم بصحة الواقع اعودة إلى ابن افوناس: من كان محبا في الجد أبي زكرياء يحى ومواخيا له أبو عبد الله محمد بن افوناس المذكور، ووقع له آخر الأمر تغيير على الجذ بسبب حق وجب عليه صدع به الجد ولم تأخذه فيه لومة لائم ، وذلك ما حكاه في حاشيته على المدونة.
اخبر عن الشيخ العواد: اومن مشيخة الجد فيما يذكر الشيخ العواد(2)، وكان قاضي الجماعة بقسنطية وأصله من حاضرة تونس، نقلته/ السلطنة(3) لقستطينة لقضائها، وكان ممن يشار إلي افي العلم وممن يرجع إلى قوله.
اعودة إلى يحيى الفكون والشيخ الزلديوي: ووانتقل الجد لتونس لواقعة بل وقائع، فاستعظم سكناه ببلد يخرج إليها الأمر الون ما يخرج منها فصاهر الشيخ الزلديوي (6)، واستخلفه في إمامة جامعها الأعظم 1) يفهم من هذا آن القاضي ابن عبد الرفيع الحفيد كان متوليا القضاء بقسنطينة عندئذ.
(2) لا نعرف شيئا عن هذا الشيخ الآن (3) يعني دار الإمارة الحفصية بتونس.
(4) يقصد حسين الزنديوي وليس (الزلديوي)، كان حيا سنة (944، الحلل السندسية 249/3، ويذكر المؤلف أنه وفي قتيلا سنة 141.
ناپیژندل شوی مخ
الجامع الزيتونة ، ثم استقل بالإمامة وتزوج بها حفيدة الشيخ البرزلي وولد له منها بنت.
ووتوفي مجاهدا في وقعة تونس الكائنة في عام أحد وأربعين قتيلا. ويقال إن الصارى دخلت عليه بجامع الزيتونة وهو يروي البخاري، ويقال إن السلطان حسن26.
امر به قتيلا هو والشيخ الزلديوي، فربما تفوه لهما بما لا يليق بمنصبهما لما كانا ينكران عليه سيرته، نم لزم مواراتهما، وحضر دفنهما - رحمهما الله تعالى ونفع بهما - [التعريف بسيدي قاسم الفكون، رحمه الله] قاسم الفكون: ووممن سمعنا به ورأينا بعض تقاييده ولده العم قاسم كان قاضيأ بمدينة فلسنطينة(3) في زمن الشيخ الوزان، وكان تولى إمامة جامع البلاط بتونس حين انتقل اواله إليها به، ومن شيوخه الشيخ مغوش(4)، الذي طبق حفظه الأرض وهو أشهر من أان يذكر، ومن شيوخه أيضا الشيخ العارف الوزان، نفع الله به .
ووذكر سيدي يحيى بن سليمان(2) في بعض تقاييده أن العم قاسم سئل عن الفرق بين / الشيخين، أعني الشيخ مغوش والشيخ الوزان ، فقال لهم العم: الشيخ 115.
ام موش (2) عالم إلا أنه يستشكل المسائل، والشيخ الوزان لا يستشكل شيئا.
ووكان العم قاسم ممن فاق عصره في علم المعقول، وكان ممن تصدى للتفسير من مشيخة عصره، وناهيك بهم مشيخة فيهم الشيخ الوزان ، وحضره وأثنى عليه رأيت من تقاييده بعض كراريس علي توضيح ابن هشام(1) دل علي معرفته معتمدا فيه (1) ستة 941 (1534) تذكر مصادر التاريخ أن الأسبان استولوا على تونس سنة 942.
(2) هو الحسن بن أبي عبد الله الحفصي ، حكم من 932 إلى 942، وقد تعاون مع الجيش الأسباني الذي كان قوده شارل الخامس (شارلكان).
3) سيمر بنا ان قاسم الفكون قد تولى القضاء باقتراح من الوزان بعد اعتذاره هو عنه .
(4) مغوش : هو محمد بن محمد التونسي قيل إن خير الدين تفاه بعد احتلاله لتونس، فهاجر إلى الآستانة فالتقى بمفتيها الأستاذ أبو السعود المفسر الشهير ونال حظوة وشهرة بها وقد توفي بالقاهرة سنة 947 ه (عن المؤتس ص 163) - تعليق للشيخ البوعبدلي - (5) هو يحى الأوراسي الذي سيأتي ذكره.
(6) في الأصل (مغوس).
(7) هو (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) في النحو، لجمال الدين ابن هشام الأنصاري المتوفى
ناپیژندل شوی مخ
اعلى الرضي (1) والركن وشارح اللب، محشوا بالتعاليق الرائقة جمعها من عدة علوم وتصانيف شتى . وتوفي في عام خمسة وستين وتسعمائة(3) 6- [التعريف بسيدي محمد الكماد] حمد الكماد: ممن سمعنا به ورأينا بعض فتاويه الشيخ أبو عبد الله محمد الكماد(3) قاضي الجماعة بقستطينة في ابتداء أمره، ثم في آخره تنوب على قضاة (9) العجم حين كانت الهم الدولة، وكان معاصرا للعم(2)، وبينهم شنان عظيم، وكان فصيحا خطيبا صيتا ذا امت وزري حسن ورائق خط وكان كثير النتر، الشعر وصنعته، وهو من تلامذة الشيخ الوزان - رحمه الله - وله به نسبة قرابة كما يقال، وتوفي ()(2).
2- [التعريف بسيدي علي بن يحيى الياوراري] علي بن يحى الياوراري وممن سمعنا به الفقيه أبو الحسن علي بن يحيى الياوراري النسب(2) أحد 1) هو محمد بن الحسن الرضي الأستراباذي المتوفى سنة 496، وله كتب في النحو منها شرحه على الكافية الابن الحاجب.
2) 915 ه/ 1337م (3) عائلة الكماد عريقة في قسنطينة وتولت وظائف دينية وقضائية، وهي قريبة من عائلة الوزان . وليس لدينا الان معلومات عن محمد الكماد هذا.
(4) أي ناب لهم في القضاء، بمعنى أصبح في مرتبة باش عدل ونحوه. وفي الأصل (قضات) . وقد فهمنا أن ه قصد بالعجم الأتراك، ولكن عبارة "حين كانت لهم الدولة" عبارة محيرة، لأن الأتراك كانت لهم الدولة والسلطة في عهد المؤلف بشكل أكثر.
(6) يقصد به قاسم الفكون الذي تولى القضاء كما عرفنا . ويذكر بعد ذلك (بينهم) بدل (بينهما) .
) بياض بالأصل قرابة كلمتين 7) الياوراري يبدو آنه نسبة إلى قبيلة بني ياورار (أورار) بين جيجل وبجاية . وقد ورد ذكرها في قصيدة حسن اب الفكون اليائية الشهيرة: كم اورت ظباء بني ورار اوار الشوق بالريق الشهي ومنها سليمان الأوراري الذي تولى الفتوى في الجزائر في القرن العاشر وورد ذكره في (أشعار اجزائرية) الذي نقوم بتحقيقه.
ناپیژندل شوی مخ
التلامذة الشيخ الوزان ومن مقرىء المختصر، أعني مختصر الشيخ خليل، وكانت له به عناية وبحث/ فيه عاكفا على درسه وتدريسه.
4- [التعريف بسيدي أحمد بن تكفه، رحمه الله أحمد بن تكفه.
الفلقيه الورع سيدي أحمد بن تكمفه، كذا في لفظ الناس، كان بزواوة وانتقل الى قسنطينة وسكن بها ودرس بها، وكانت له معرفة بابن الحاجب(1) ودراية، محتفظ اعلى أمر دينه، وربما نالت منه العامة بسبب ما فعله وأمر به من وزن أمعاء الضأن وفؤاده، فلم يأتهم قوله على منهج عادتهم ولا أسلوب طريقتهم، وأوذي - رحمه الله - وويقال إنه خرج فارا من بعض خواصها، والله أعلم. وتوفي ()(2).
- (التعريف بسيدي محمد بن حسن، رحمه الله صصد بن حسن وممن سمعنا به الشيخ الصالح الزاهد سيدي محمد بن حسن - نفع الله به - كان فيها متكلما، كان يقرىء المقترح شارح الإرشاد ويدرس في الفقهيات، وهو من اتلامذة الشيخ الوزان - رحمه الله - وكان الأغلب عليه الصلاح(3)، وممن له بله في اطريقة الدنيا. فمن ذلك ما حكي أنه أخذ ذات مرة سمنا وجعله في ورقة ثم وضعه في قلنسوة برنسه حتى يأتي بيته، فطال أمده فدخل بيته ، فكلم فيه، فقال لهم أخرجوه من البرنس فوجدوه قد ذهب وذاب - رحمه الله وغفر له - وتوفي ()(4)، ودفن سجد سيدي أبي العباس قرب رحبة الجمال وبمقربة من زاوية الشيخ الوزان.
1) أي كتاب ابن الحاجب في الفقه.
(2) بياض بالأصل قدر كلمة.
(3) يقصد آنه لم يكن من العلماء الفقهاء (4) بياض بالأصل قدر ثلاث كلمات.
ناپیژندل شوی مخ
1 - (التعريف بسيدي عبد اللطيف المسبح، رحمه الله أمين] عبد اللطيف المسبح: ووممن سمعنا به الفقيه الفرضي أبو محمد عبد اللطيف المسبح المرداسي نسبا 112 كذا في خطه، كان مفتيا بها(1)/ مرجوعا إليه في وثايق أهلها، وكان الحساب أغلب اعليه من غيره، مدرسا في الفقه صاحب تفنن فيما يحتاج إليه من الوثائق، وله شرح اعلى مختصر الشيخ الصالح سيدي عبد الرحمن ين صغير(2)، طالعناه زمن الشبيبة لفرأينا عماده على جمع الكتاب(3) والنقل منها فحسب لا يلم بلفظ المصنف(9) ولا الوي إليه ولا ما يستخرج من أبحاث لفظه ومفهوماته وماخذه، وهو(ة) الموجب لشرحنا اعليه المسمى ب(الدرر في شرح المختصر) نبهنا على فوائد فيه لم توجد في المطولات، ونكت حسان قل أن تلفى في غيره، وتنبيهات أخذناها من فحوى خطابه افروع كملنا بها ما لم يفصح به كلامه - رضي الله عنه وأرضاه -، وربما تبهنا على ما طعى به قلم شارحه(2) المذكور أو هفى فيه - غفر الله لنا ولهم ولجميع المسلمين.
و ذكر أن لأبي محمد المذكور شرحا (2) على درة الشيخ أبي زيد سيدي اعبد الرحمن في الحساب لم أظفر به ، نعم رأيت له تكملة لشرح الشيخ المذكور امنظومته(2) في الفرائض، مات - والله أعلم - قبل إكماله ، فتممه أبو محمد المذكور قتصرا على العمل فيه دون التبيين لكلامه، وليس الخبر كالعيان، وتوفي (5) .
1) الغالب أن الضمير يرجنع إلى قسنطينة 2) هو عبد الرحمن الأخضري صاحب (السلم المرونق) وغيره. انظر عنه كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي) الجزء الثاني . وسيذكره المؤلف عدة مرات بعد هذا (3) كذا، ولعله يقصد الكتب بدليل ما بعده.
(4) المصنف هو الأخضري.
(2) أي ذلك النقد لطريقة المسبح هو الذي جعل الفكون يقوم بشرح جديد لمختصر الأخضري (() يعني المسبح.
(17) في الأصل (شرح).
(8) في الأصل (منضومته).
9) لم يذكر وفاته ولم يترك بياضا. وفي تعريف الخلف 222/2 أن وفاة المسبح كانت سنة 980. وترجمته فيه مكررة. انظر أيضا 427/2.
ناپیژندل شوی مخ
11- (التعريف بسيدي حميدة المسبح، رحمه الله، امين أحمد المسبح: ممن سمعنا به أخوه الفقيه المدرس أبو العباس أحمد المدعو حميدة، كان من المفتين بالبلدة المذكورة ومن ذوي بيتاتها(1)، وممن له معرفة / ونباهة وصدق وممن له 119.
الشورى في التوازل، ويقال إن اعتماد أخيه(2) عليه في بعض المهمات إلا أن أخاه المذكور أشهر ذكرا لأجل مخالطته الأمراء، وتوفي(3).
1- (التعريف بسيدي بركات المسبح، رحمه الله بركات المسبح: وممن سمعنا به أخوهما الفقيه النجيب المشارك أبو محمد بركات، هو أصغر امنهما سنا وأكبر معرفة ودراية، كان مشتغلا بالقراءة والإقراء والعكوف على الدرس ووالتدريس حريصا على الانتفاع، فربما يقال إنه لا يكتفي بما يقرأ في الدروس حتى ااي إلى الجد عبد الكريم بن يحيى المتقدم الذكر فيقرأ عليه ويمسكه في أي موطن اجاء، وربما كان بدكانة سقيفته - رحمهم الله وغفر لهم . وكان الإخوة الثلاثة ممن لهم احبة خالصة في جانب جدي المذكور وإخوته، وكانوا يقفون عند أقواله معتقدين في ارائه لا يخرجون عن فتواه في نازلة ما . وتوفي - رحمه الله - في زمن الطاعون الكائن اسنة اثنين وثمانين وتسعمائة(4).
1- [التعريف بسيدي عبد الكريم الفكون، رحمه الله اعبد الكريم الفكون (الجد): وممن سمعنا به الجد الصالح أبو محمد عبد الكريم الفكون المذكور أبو والدي (1) كذا يكتيها بدل بيوتاتها، ويعني باليلدة قسنطينة.
(2) يقصد عبد اللطيف المسبح، ولا ندري لم قلل الفكون من علم وشأن هذا العالم (2) لم يذكر تاريخ الوفاة ولم يترك بياضا، ولكن في تعريف الخلف 83/2 أن الوفاة كانت سنة 981..
(4) 982 ه/1574م، انظر أيضا عنه تعريف المخلف 108/2.
ناپیژندل شوی مخ
رحمه الله وغفر له ونفع به - كان مشتغلا بما يعنيه دينا ودنيا معتكفا على الإقراء ووالتدريس، وكان إماما بالجامع الأعظم وخطيبه . وممن يرجع إلى قوله في النوازل والأحكام وكانت الولاية أغلب عليه، مواظبا (1) على الأذكار/ وقيام الليل إلى أن المات. ومن تلامذة الشيخ الوزان إلا أنه أصغرهم ، وتولى الإمامة(2) في زمنه وهو الملزم له إياها بتكليف منه بعد امتناعه منها، وتصدر للتدريس في زمن الشيخ الوزان.
فتنة قسطينة سنة975.
اوكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، امتحن زمان الفتنة الواقعة بالبلد سنة امس وسبعين(3)، حين وجهه أهل البلد لما قاموا على واليها(4) إذ ذاك، فوجهوه(2) المروسة الجزائر دار سلطنتها، وصحبه آبو محمد عبد اللطيف المسبح المذكو وغيره، فلما انصرفوا خلعوا(2) البيعة، وصادفهم خبر ذلك بعد استقرارهم بدار السلطنة المذكورة. وبعد أن قضوا ماربهم وما بعثوا من أجله وفرح بهم الأمير (2) فرحا كبيرا وأحلهم دار الكرامة وأنزلهم منزلة قربى ، فأتاهم الخبر بما أحدثه أهل البلدة اعدهم من نهب الدور وخلع ربقة البيعة من أعناقهم، ففروا من دار السلطنة قاصدين زواوة(2)، فبعث في أثرهم فسجنهم، ثم تبصر فلم ير لهم وجها يوجب ذلك، فأطلق ابيلهم بعد اعتذار منهم عن فرارهم المذكور ووكان الجد - رحمه الله - له دراية بعلم البيان، وكان ممن يقرىء سعد الدين المطول (5)، وله تقييد جمع فيه الآي القرانية التي استشهد بها فيه، وكان خطيبا بليغا أحدث خطبا على غير أسلوب المتقدمين غالبها/ الأحاديث النبوية لغزارة حفظه وكثرة (1) في الأصل (مواضبا).
(2) يقصد إمامة الجامع الكبير بقسنطينة 3) 775 ه/ 1667م.
(2) هو (26) أي جده (7) المعنى فلما انصرف الوفد نحو الجزائر خلع أهل قسنطينة البيعة من العثمانيين.
(7) هو محمد بن صالح رايس الذي تولى بين 974 - 576.
(2) أي المتطقة الجبلية بين وادي يسر وبجاية ) المطول كتاب في البلاغة، وهو الشرح المطول لسعد الدين التفتزاني ، المتوفى سنة 793 شرح به على الفيص الخطيب القزويني المتوفى سنة 739.
ناپیژندل شوی مخ
اطلاعه عليها، وكان حافظا للمسائل والأحاديث، وممن يحفظ التلخيص أو قارب.
حدثني تلميذه الشيخ سيدي سليمان(2)، بل وجماعة غيره أنه في مجلس تدريس تبرق ثناياه ويلعج منها لاعج نور.
فتتة أخرى نواحي قسنطينة.
ووخرج مرة لنواحي البلدة بقصد حاجة عرضت لمن كلف عليه الخروج هو اصاحبه أبو محمد عبد اللطيف المسبح المذكور وجذي للام مزوار الشرقا إذ ذاك وقائد جيش البلد، فمسكهم الأعراب المتغلبة على البلد في بعض ما لهم تحت يدا السلطنة(6)، وبقوا مدة. فكان لا يأكل طعامهم، وأمرهم بإخلاء بيت صغير له للخلوة اه، فلازم العكوف فيه ، فكان الأعراب يقولون ما بال سيدي عبد الكريم مختليا انفسه؟ فيجيبهم صاحبه المذكور(2) ويقول لهم: هو مشغول بكم. فما خرجوا من عندهم إلا واستأصلهم العباسي (6) فلم يترك لهم حافرا ولا بيتأ ولا ماشية، وكانوا قولون: إنهم يجعلون طرفا من برنس أو كساء يدخلون تحته جماعة (2)، وكانوا يرون أنه من بركة دعائه عليهم فيتحدثون بها سلفا عن خلف.
ووكان - رضي اللله عنه - ممن أعلم بوفاته قبل موته، فكان في مرض موته يقول الهم : ليلة الجمعة الاحتضار، فيما أخبرتني به جدتي عنه، وأخبرني والدي أنه قال اله : يوم الثلاثاء/ أحضر الدواة (2) والقرطاس، لتكتب لي ما لي وما علي، وأخبره 21/ .
ابوفاته ليلة الجمعة، فأتاه بدواءة وقرطاس، ليكتب ما له وما عليه، وهو تراه بحال احة لا تجد مخايل موت عليه، وأوصى أن يهيأ له جامة من ماء الورد، ويقول لهم: إن للموت سكرات، فإذا رأيتم توارد الغشي رشوا علي من ذلك.
(1) كتاب التلخيص في البلاغة للخطيب القزويني المذكور قبله 2) هو سليمان القشي الذي سيأتي ذكره.
(3) يقصد بذلك أمير البلد او الباي للتدخل لدى الأعراب المذكورين بعده .
(4) هذه إشارة واضحة إلى أن جده (والعلماء عموما) كانوا يقومون بمهمات سياسية بإيعاز من السلطة (6) يعني عبد اللطيف المسبح 6) سيذكر المؤلف أن العبابسة قوم من المتلصصة والحرابة (7) في هامش الأصل أبدلت كلمة (جماعة) بكلمة عامة . والمؤلف يشير بالجملة إلى كرامة حدثت على يدا ده، وسيذكر له أخريات.
(4) في الأصل (الدوات).
ناپیژندل شوی مخ
حمد شقرون بن حليمة واحتضار الفكون (الجد): وذكرت جدتي آن سيدي يحى بن سليمان دخل عليه فقبل يديه وبكى وقال له : اسيدي، من توصي علي أو أوص علي محمد، يعني والدي، فقال له: محمد فيه ابركة أو لا يحتاج إلى وصاية ، الشك مني في أي اللفظين قال وقيل له . وذكرت جدتي أانها (كانت) (1) متسترة تستهزيء بكلامه لما رأت من حاله ومباينتها للمحتضر أو قريبه، قالت: فلما خرج سيدي يحبى قلت له : ما هذا الكلام الذي كنت تجيب، لا ش اعندك ولا بأس، فلما كانت الظهر جاءت الطلبة يقرأون القران وهو يقرأ معهم ، ودخل اعليه الناس أفواجا، وحضره الفقهاء فاستخبروه على الدفن فقالوا: نرى أن تدفن عند اجدك سيدي شقرون بن حليمة باكدال، وهو من الصلحاء، فقال: ذلك غرضي إلا أنها ابعيد عن زيارة(2) الأهل، فعرض عليه الموضع (3) الذي به أخوه العم سيدي قاسم المذكور، فأجاب أنه ثقيل موحش، وأظن أنه فر من مخالطة دفنه قائلا: إن سيدي 1 يعني أخاه المذكور - سامحه الله -/ كان قاضيا ولا أحب الدفن هناك، فقال له والدي: اى أن يكون في مدرستنا، فقال له : مبارك إن وجدت هناك موضعا فهو أولى ، لأنها اعلى فضاء، فيسر الله بغيته ووجد فيها محلا لدفنه إلى أن زاد والدي فيها ما صارت بها الآن متسعة.
اوأخبرني والدي أن بعض الفقهاء راودوه على أن يجعل بعض أمتعة لبعض ولده في ذلك المحل(4)، فأبى، وقال : إنه لا يصح، فذكر له طريق حيلة إلى التوصل، ف أجابه أن هذه حيلة لا يجوز فعلها، وما زال في تلك العشية لاهجا بكلمة التوحيد اوتقلاوة القران، ومع ذلك فالنظر فيه لا يوجب إلا السلامة، إلى أن صلى المغرب.
اوكان أمر أن لا يبقى يهودي (5) بالدار ويطرد، قائلا لدخول الملائكة، فأخرج من كان (1) ما بين القوسين كلمة زائدة 2) في الأصل (زيادة).
3) في الأصل (المودع).
(2) يقصد مكان الدفن.
(2) غير واضح ما إذا كان اليهود المقصودون من الخدم أو من الزوار
ناپیژندل شوی مخ
الهناك. وأخبرت أنه اغتسل وجدد ثيابا نظيفة(1)، حكت لي الجدة أنه قال لها لأني أتلقى بها الملائكة.
ووحكى الوالد أنه نصب يديه في أوان احتضاره واستقبل القبلة كالمطلع على ايء وهو يقول: الشفاعة يا رسول الله1 الشفاعة يا رسول الله1 ما زال يكررها وهو كالطالب من شخص أمامه إلى أن رد يديه إلى وجهه ماسحا بهما وجهه قائلا: الحمد لله الذي / قبلنا أو كلمة نحوها، ثم أمر بورد من الصلاة على سيدنا ومولان حمد () (2)، ثم بلا إله إلا الله، إلى أن حضره الغشي، استبصروا وتفطنوا لما كان ووعدهم وسارعوا إلى ما أمرهم به من رش وجهه بماء الورد المعد لذلك، فرش وجهه ال أفاق قائلا : لا إله إلا الله أو نحوها، ولم يزل يردد كلمة التوحيد في حال إفاقته اوأتباهه حتى غلب. حكي لي أن ذبابة نزلت على شفته فلم يستطع إزالتها إلا بالنفخ السير ولسانه لم يفتر إلى أن قبض - رحمه الله - فكان له مشهد عظيم(3)، وحضره خلق كثير.
اودفن بالمدرسة المذكورة، وهي في الأصل(4) محدثة البناء لجده سيدي محمد اقرون دفين رحبة البلد، وكان من الصلحاء وممن عمر، وعلى ظني آنه صاحب العوة من الخضر - عليه السلام - حتى سمعت من الوالد أنه غيره من الأسلاف، اوبناء قبتها وإحداث ما هي عليه الآن من البناء والانتصاب لوالدي بعد وفاة(5) .
والده المذكور.
وحكى لي جماعة من الناس أن مما اشتهر تلك الليلة، أعني ليلة دفنه بين المغرب والعشاء، أنه رأى أهل البلد نورا ساطعا من ناحية قبره إلى أن اتصل بعنان السماء لا يشك الناظرون فيه . وتوفي ليلة الجمعة فاتح رجب من عام ثمانية وثمانين ووتسعمائة(6) ، وفي تلك السنة تزايدت في ذي / القعدة من آخر تلك السنة (2). وكنت (1) في الأصل (نضيفة).
(2) ما بين القوسين زائد عن الأصل.
(3) في الأصل (عضيم).
(4) عبارة (وهي في الأصل) مكررة في النص.
(5) في الأصل (وفات).
(47) 066 ه/ 1541م (7) بذلك يكون المؤلف قد ولد بعد وفاة جده بحوالي أربعة أشهر ونيف.
ناپیژندل شوی مخ