«فكأنه يحب أن يحمد على ما يفعل، وقد ذم ذلك في كتابه»، فأقبل ثمامة، فقال: «هؤلاء أجابوك، وهذا أبو مضر، فأسأله»، فقال: «لا بل هو يحمدني على الايمان، لأنه أمرني به ففعلته، وأنا أحمده على الأمر به والتقوية عليه، فانقطع المجبرة»، فقال بشر: «شنعت المسألة فسهلت، قال الجاحظ: «لم أر أحدا أقوى على المخمس والمزدوج، ما أقوى عليه بشر، وهو القائل
أن كنت تعلم ما أقول ... وما تقول فأنت عالم
أو كنت تجهل ذا وذاك ... فكن لأهل العلم لازم
أهل الرئاسة من ينازعهم ... رياستهم فظالم
سهرت عيونهم وأنت ... عن الذي قاسوه نائم
لا تطلبن رئاسة ... بالجهل أنت لها مخاصم
لو لا مقامهم رأيت ... الدين مضطرب الدعائم
وثمامة من تلامذة بشر بن المعمر «1»، ومن شعر البشر، قوله لهشام بن الحكم:
تلعبت بالتوحيد حتى كأنما ... تحدث عن غول ببيداء سملق
لأن «الغول» عند العرب تقلب نفسها من صورة الى صورة، كذلك هشام ابن الحكم «2»، قال فيه مقالات كثيرة، فمرة قال: «نور يتلألأ»، ومرة قال: «من حيث جئته، رأيته»، ومرة قال: «هو مثل الانسان».
ومن هذه الطبقة: معمر بن عباد السلمي «3»، يكنى أبا عمرو، وكان عالما عدلا، وتفرد بمذاهب نذكرها ان شاء الله تعالى، وكان بشر بن المعتمر وهشام ابن عمر، وأبو الحسين المدائني، من تلامذته.
مخ ۵۰