============================================================
وسأذكر شيئا من كلام المحتضرين من خلفاء المسلمين والعلماء والصالحين لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه: جاءته ابنته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فلما رأته تمثلت: [76/ب] لعمرك ما يغى الثراء عن الفي إذا حشرجت يوما وضاق لها الصدر فكشف أبو بكر الصديق عن وجهه وقال: ليس كذلك ولكن قولي: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) (1) .
ثم قال: في كم كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم؟
فقالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية.
فقال: أبو بكر: خذوا ثوبي هذا فقد أصابه مشق أو زعفران فاغسلوه، م كفنوني فيه مع توبين آخرين، وكان ثوبا خلقا.
فقالت له عائشة: ما هذا؟ تريد أنه خلق؟ .
فقال أبو بكر: الحي أحوج إلى الجديد من الميت إنما هذه للمهلة- يريد الصديد والقيح- ثم سمع منشدا في البيت ينشد: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل فالتفت إليه أبو بكر وقال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الشعبي رحمه الله: لما طعن عمر رضي الله عنه أتى بلبن فشربه، فخرج اللبن من طعنته، فقال: الله أكبر وعلم أنه يموت فجاءه جلساؤه يثنون عليه خيرا.
فقال: وددت أنى أخرج منها كفافا لا علي ولا لي، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع ولما احتضر غشي عليه ورأسه في الأرض فوضع ابنه عبد الله رأسه في (1) سورة ق (الآية: 19).
مخ ۲۱۲