212

منھاج الصواب

ژانرونه

============================================================

المسجد، فركبته الحمى فلم يزل صوته ينقص حي م يسمعه من حوله فصلي ورجع بين اننين يسحب رجليه، فلما صار على فراشه.

قال للجارية: ما الذي قلت في صحن الدار وأنا خارج؟

قالت: ما رأيتك، ولا قلت لك شيئا، وأني لي بالخروج إلى صحن الدار؟!

فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، نعيت لي نفسي، ثم عهد عهده وأوصى وصيته فلم تدر عليه الجمعة الأخرى إلا وهو في قبره.

ولما بنى المأمون بن ذي النون قصره: وأنفق فيه بيوت الأموال، فجاعا على أكمل بنيان في الأرض.

(76/أ] وكان من عجائبه: أن صنع فيه بركة كأفها بجيرة وبي في وسطها قبة وشق الماء من تحت الأرض حتى علا على رأس القبة على تدبر أحسنه المهندسون وكان الماء يترل من أعلى القبة محيطا بها متصل بعضه بعض، فكأن القبة غلالة من ماء سكبا لا يفتر، والمأمون قاعد فيها.ا فروى عنه أنه بينما هو نائم إذ سمع منشدا ينشد هذه الأبيات: ابيني بناء الخالدين وإنما مقامك فيها لو عقلت قليل لقد كان في ظل الأراك كفاية لمن كل يوم يقتضيه رحيل فلم يلبث بعده إلا قليلا حتى قضى نحبه فانظر بعقلك، وفقك الله لمن مضى ذكره من الملوك كيف فرق الدهر جموعهم وشتت جمعهم، وأقفر منهم قصورهم وعمر هم حفرهم وقبورهم وقد قال الله تعالى: {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) (1).

فالعاقل من اتعظ بسواه.

(1) سورة إبراهيم (الآية: 45) .

مخ ۲۱۱