231

والدليل على كونه تعالى مريدا تخصيص أفعاله بالوقوع في وقت دون آخر ، مع أن نسبة الفعل والقدرة الى الأوقات على السوية ، فلا بد من زائد هو الإرادة ، وأيضا قد ثبت انه فاعل مختار فيكون نسبة المقدورين إليه على السوية فلا بد من مخصص لأحدهما زائد على القدرة هو الإرادة. قال فخر الدين : وهي غير العلم (1)، لأنه تابع للوقوع فلا يكون علة في الوقوع.

ونحن نقول : إن عنيت أنها غير العلم بالوقوع فهو حق ، وذلك شيء لم يقل به أحد فيما أحسب ، وإن عنيت أنها غير العلم باشتمال الفعل على المصلحة فهو ممنوع ولا نسلم تبعيته للوقوع ، وقد انهدم بهذا القول قاعدته المشهورة في خلق الأعمال.

وأيضا فإنه تعالى أمر ونهى هما دليلان على الإرادة والكراهة.

فإن قيل : يحتمل أن يكون المخصص هو الحركات الفلكية ، سلمنا فلم لا يكون المخصص هو القدرة؟.

قوله : القدرة لا تؤثر في التخصص بل في الإيجاد وهو متساوي النسب الى الأوقات.

قلنا : الإرادة أيضا تأثيرها التخصص (2) وهو تساوي النسب ، فإن أحوج تساوي النسب في القدرة الى زائد هو الإرادة ، أحوج في (3) الإرادة الى زائد ويتسلسل.

سؤال : يجوز أن يكون الإرادة شأنها التخصص (4) في وقت معين فيستغني عن زائد بخلاف القدرة.

مخ ۲۷۷