280

مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

ژانرونه

شعه فقه

وأما الفصل الثاني: وهو الكلام في صحة ما نذهب إليه من ذلك فاعلم أنا نذكر هاهنا الدلالة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وولديه عليهما السلام ولنا في ذلك طرق، ونقتصر منها على ما لا بد منه، فمن ذلك قوله تعالى: ?إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون?[المائدة:55]، وهو عليه السلام المراد بقوله: ?الذين آمنوا? بإجماع العترة على ذلك، وعلى أنه الذي آتى الزكاة راكعا واستفاض بذلك الخبر، ونحن نرويه بالإسناد الصحيح، فأثبت الله تعالى له الولاء على الكافة كما أثبتها لنفسه ولرسوله عليه السلام وهي ملك التصرف فيهم والرئاسة عليهم، كما يقال: هذا ولي المرأة واليتيم والدار الذي تملك التصرف فيه، وكذلك ولي العبد والأمة وذلك ظاهر في اللغة من معنى هذه اللفظة، وإجماع أهل البيت حجة لقوله تعالى: ?ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس?[الحج:78]، وهو سبحانه لا يختار للشهادة من يعلم إجماعهم على ضلالة، وقد خرج سائر ولد إبراهيم من هذا الظاهر الإجماع وبقي أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم [داخلين] تحته، وإلا عري اللفظ عن الفائدة وذلك لا يجوز، فثبت بذلك كله أنه عليه السلام هو الإمام، وكذلك قوله : ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) بعد قوله: ((ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه)) [ومولى] تستعمل بمعنى أولى وهو أحد حقائقه، قال الله تعالى: ?مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير?[الحديد:15] معناه هي أولى بكم، فيكون عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كما كان ذلك للنبي وقد روي ذلك بالإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سئل عن معنى الخبر؟ فقال عليه السلام: سئل عنها والله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه)) وهذا نص كما ترى فيما ذكرناه وذلك يفيد الإمامة فثبتت إمامته بذلك، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام في مواطن عدة: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) فأثبت له جميع منازل هارون من موسى إلا النبوة، ومن منازل هارون من موسى - عليهما السلام - استحقاق الخلافة لقوله تعالى: ?وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين?[الأعراف:142]، والإجماع على أنه لو بقي بعده لكان أحق الخلق بالتصرف في أمته، ومن منازله منه الشركة في الأمر وشد الأزر لقوله تعالى حكاية عن موسى: ?واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري?[طه:29-31]، فأجاب الله سبحانه سؤاله فقال: ?قد أوتيت سؤلك ياموسى?[طه:36]، ولا شك أن الخلافة في الحياة وبعد الوفاة وشركه في الأمر وشد الأزر تفيد الإمامة وزائدا عليها فثبت بذلك إمامته عليه السلام.

وهذه جمل متى وقف عليها من له عهد بالاستدلال أمكنه تفصيلها، والله الموفق للصواب.

وأما إمامة الحسن والحسين عليهما السلام فثابتة أيضا، لقول النبي: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)) وفي هذا نص صريح بإمامتهما وأنهما أولى بالأمر من كل من قام في وقت صلاحيتهما للقيام بالأمر، وفيه تنبيه على إمامة أبيهما عليه وعليهما السلام لأن غير الإمام ممن ليس بنبي لا يكون خيرا من الإمام، فثبتت إمامتهم عليهم السلام .

مخ ۳۲۲