============================================================
مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية/ النص المحقق وجل عن الكيف المكيف وصفه وعز عن الجسم المؤلف والعد وعن يد مخلوق بكف وإصبع وكوع وكرسوع يؤيد بالزند يروى أن أحمد بن حبل، سأله ولده عبد الله عن قول رسول الله(1: لاخمرت طينة آدم بيده أوبعين صباحا"(2). فقال له: "يا بني، إذا سألت عن اليد في صفة الخالق، فينبغي أن تقطع يدك أو تخبيها في كمك ثم تسأل". إشارة إلى أن يد الحق ليست كذلك جارحة كيدك.
"اخمر طينة آدم بيده" - ما الذي يسبق إلى وهمك إن كان تخميره كتخميركم، فاليد المخمرة مثل أيديكم؟! إنما معنى التخمير ما أخبر عنه في مصحف المجد: ونفين وما سوكها (7) فالهمها فحورها وتقونها) [الشمس /8-7].
فمعنى هذا التخمير: ما غجن من الخير والشر في جبلتك لا ما يسبق إلى وهمك، فإنه لو خمرها كتخمرك لكانت يده كيدك، ويبطل قول رسول الله: "قلب المؤمن بين (1) هذا ليس قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وإنما هو قول سلمان الفارسي طة، وكان قد أخذ عن أهل الكتاب قبل إسلامه. وقد أورد الإمام الدارقطني - كما في كتاب "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" (338/5) (رقم/931) - الخلاف حول وقف هذا الحديث أو رفعه، فقال: "وشئل عن حديث أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود قال: "إن الله تعالى خمر طينة آدم". فقال: يرويه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أو ابن مسعود موقوفا وهو الصحيح ومن رفعه فقدوهم". وقال الدارقطني - كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (125/3) (رقم/2221) لابن القيسراني - بأن المحفوظ هو الموقوف.
(2) حديث موقوف على سلمان ومتنه منكر جدا، رواه الطبري في تفسيره (6/ 307) (رقم/6820)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (150/2) (رقم/716)، وقال عقبه: "هذا موقوف...، ومعلوم أن سلمان كان قد أخذ أمثال هذا من أهل الكتاب حتى أشلم بعذ". وحكم عليه الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" (1129/2) (رقم/4088) بأته حديث باطل وأن إسناده ضعيف جدا، كما ضعفه الإمام الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص/451) (رقم/24).
مخ ۱۶۶