7 ل00)1 )9 ر1 2 ) ه) فالمثشابهر الال لله يات لفراسي
تاليفك الامام الماظ لفسر لفقيه جتمال الذيرتأ يعا لفرج تكحبد لرحمن بن علوهنمجكمد ابت الجوذي المتوفيعنة دات وققيد الشي باسي ر مكداشت الليه االه) ييه ال ابله د بويد اا ى و
مخ ۱
============================================================
الكتاب : مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية 45: 6-02 2 .2 01 النيف : علوم قرآن متشابهات 5556169106.667621116067م المؤلف : ابن الجوزى (ت 597ه) 40661618/-66977 المحقق : الشيخ باسم مكداش 56263:8-1606966296 الناشر: دار الكتب العلمدو بروت 01566409282160819 -520 208 اا 46 11229 67 قيا الصفحات 1 ةاباعة1994_26134 66461666960 6619 056108 1 بد الطباعة : لبنان الطبعة : الأولى 440966 67 121 92-69057 416600 550 6و4285.11549 419 5426 116 1 5.2ته2 جمئه اعقوق محفوظة 91_ 11 يروت لنان
مخ ۲
============================================================
ور الله الركمز الرحي 6067 27
2 مقدمة المحقق الحمد لله المنزه بذاته عن إشارة الأوهام، المقدس بصفاته عن إدراك العقول والأفهام، المتصف بالألوهية قبل كل موجود، الباقي بالنعوت السرمدية بعد كل محدود، اللطيف الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، المتكبر الذي أزاحت سطوات كبريائه الأفكار، القديم الذي تعالى عن ممائلة الحدثان، العظيم الذى تنزه عن مماسة المكان، المتعالي عن مضاهاة الأجسام ومشابهة الأنام، القادر الذي لايشار إليه بالتكييف، القاهر الذي لايسأل عما يفعل، العليم الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، الحكيم الذي نزل القرآن شفاء للأرواح والأبدان..
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث إلى خليقته، الداعي إلى الحق وطريقته وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين.
وبعد: لما كان النور لا يجتمع مع الظلام، والحق مع الباطل، والتثزريه مع التجسيم، كان لزاما
على المكلف الطالب للحقيقة أن يسعى حيث النور والحق والتثزيه؛ وهذا السعي من أول
مخ ۳
============================================================
مقدمة المحقق شروطه تهيئة المشكاة لينبثق منها النور المتوهج، الذي يعكس صفاء ذلك المعين- وهو القلب- وإذا ما تكدر ذلك المعين بدرن التشبيه والتجسيم، فأنى يتوهج منه النور؟4 وها نحن تساهم في تسهيل هذا السعي وتذليله بوضع مقدمة نفيسة لكتاب لامجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية"، نذكر فيها مبحثين مهمين يتعلقان في موضوع الكتاب: الأول: في بيان عقيدة أهل الحق من المنزهين لله تعالى عن الجسمية ولوازمها، وعقيدة المجسمة والمشبهة لله تعالى عن قولهم.
والثاني: في بيان تعريف المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، وإثبات التأويل عن السلف والخلف.
أرجو من الله تعالى أن ينفع به الأخوة المؤمنين، وأن يمجعله خيرا لنا في الدثيا وذخرا في الآخرة.
والله وليي التوفيق.
الشيخ باسم مكداش
مخ ۴
============================================================
ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله ابن عبد الله ابن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر ابن القاسم بن محمد ابن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمن، ابن الفقيه القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، عبد الله بن أبي قحافة، القرشي، التيمي، البكري، البغدادي، المفسر، الحافظ الفقيه، الواعظ، الأديب المؤرخ، المعروف بابن الجوزي(1).
شيوخه: كثرت شيوخ ابن الجوزي بسبب علو همته في طلب العلم، إذ إنه لم يكن يقنع بعلم دون علم، فقد قال هو عن نفسه: لاولم أقنع بفن واحد من العلوم، بل كنث أسمع الفقه والوعظ والحديث، وأتبع الزهاد؛ ثم قرأت اللغة، ولم أترك أحدا ممن يروي ويعظ، ولا غريبا يقدم إلا وأحضره، وأتخير الفضائل"(2).
وقد ألف في شيوخه الذين يربو عددهم على الثمانين مشيخة في جزئين(2)، منهم: 1- أبو القاسم ابن الحصين، 2- وأبو عبد الله الحسين بن محمد البارع، 3- وعلي بن (1) انظر ترجمته: الذهبي، تاريخ الإسلام (1100/12).
(2) ابن الجوزي، صيد الخاطر (ص/503 -504).
(3) انظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء (366/21). وقد طبع في دار الغرب- بيروت.
مخ ۵
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي عبد الواحد الدينوري، 4- وأبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، 5- وأبو سعد اسماعيل بن صالح المؤذن، 6- وأبو الحسن علي ابن الزاغوني الفقيه، 7- وهبة الله بن الطبر الحريري، 8- وأبو غالب ابن البناء، وأخوه: يحيى ابن البناء، 9- وأبو بكر محمد ابن الحسين المزرفي، 10- وأبو غالب محمد الحسن الماوودي، 11- وأبو القاسم عبد الله بن محمد الراوي الأصبهاني، 12- والخطيب والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، 13- وأبو القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، 14- وعلي بن أحمد بن الموحد 15- وأبو منصور بن خيرون، 16- وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني ، 17- وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي الحافظ 18- وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، 19- وأبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، 20- وأبو منصور عبد الرحمن بن زريق القزاز، 21- وأبو الوقت السجزي، 22- وابن البطي (1).
تلاميذه: له تلاميذ كثيرون منهم: 1- ولده محيي الدين يوسف، 2- ويوسف بن قزغلي الحفي سبطه، 3- والحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، 4- ومحمد بن سعيد بن يحبى، أبو عبد الله بن الدبيثي، 5 - وضياء الدين المقدسي، 6- وموفق الدين ابن قدامة المقدسي، 7- وابن النجار. وخلق سواهم(2).
ثناء العلماء عليه: أثنى عليه وشهد بفضله طائفة من العلماء، وهذه بعض من أقوالهم: - قال الإمام الحنبلي ابن قدامة المقدسي (ت/ 620ه): "ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، وكان (1) انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام (1100/12).
(2) المصدر السابق (1101/12).
مخ ۶
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث"(1).
2- وقال موفق الدين عبد اللطيف البغدادي (ت/ 629ه): "كسان ابن الجوزي لطيف الصورة، حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات والنغمات، لذيذ المفاكهة، يحضر مجلسه مثة ألف أو يزيدون، لا يضيع من زمانه شيئا، يكتب في اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلدا إلى ستين، وله في كل علم مشاركة، لكته كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوشعين، ولديه فقه كاف، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية، إن ارتجل أجاد، وإن روى أبدع"(2).
3 - وقال شمس الدين سبط ابن الجوزي أبو المظفر (ت/654ه): "كان زاهذا في الدنيا، متقللا منها، وما مازح أحدا قط، ولا لعب مع صبي، ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها، وما زال على ذلك الأسلوب إلى أن توفاه الله تعالى"(3).
4- وقال الإمام أبو عبد الله ابن الدبيثي (ت/ 637ه) في "تاريخه": "شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه من سقيمه ، وكان من أحسن الناس كلاما، وأتمهم نظاما، وأعذبهم لسانا، وأجودهم بيانا"(4).
5- وقال أبو العباس شمس الدين ابن خلكان البرمكي الإربلي (ت/ 681ه): "إنه كان علامة عصره، وإمام وقته في الحديث وفي صناعة الوعظ، صنف في فنون كثيرة".
فذكر مؤلفاته، ثم قال: "وبالجملة، فكتبه تكاد لا تعد، وكتب بخطه شيئا كثيرا، والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا: إنه حجمعت الكراريس التي كتبها وحسبث مدة عمره، (1) نقله عنه: الذهبي، سير أعلام التبلاء (21/ 381).
(2) نقله عنه: ابن رجب، ذيل طبقات الحنايلة (484/2).
(3) المصدر السابق، (481/2- 482).
(4) نقله عنه: الذهبي، سير أعلام التبلاء (373/21).
مخ ۷
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس"(1).
6- وقال الإمام شمس الدين أبو عبد الله الذهبي (ت/748ه) عنه: "كان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والتثر الفائق بديها، ويشهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن، وفهم، وذكاء، وحفظ، واستحضار، واكباب على الجمع والتصنيف مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والأوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدا صنف ما صنف"(2).
7- وقال الحافظ المفسر ابن كثير (ت/ 4 77ه) عنه: "أحد أفراد العلماء، برز في كثير من العلوم، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف، وكتب بيده نحوا من ألفي مجلدة. وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله، وفي فصاحته، وبلاغته، وعذوبة كلامه، وحلاوة ترصيعه، ونقوذ وعظه، وغوصه على المعاني البديعة، وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية، بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك، بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة. هذا؛ وله في العلوم كلها اليد الطولى، والمشاركات في سائر أنواع العلوم : من التفسير، والحديث، والتاريخ، والحساب، والتظر في التجوم، والطب، والفقه، وغير ذلك من اللغة والنحو8(3).
8- وقال الحافظ زين الدين ابن رجب (ت/ 597ه) عنه: "الحافظ، المفسر، الفقيه، (1) ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (3/ 140 - 141).
(2) الذهبي، سير أعلام النبلاء (21/ 367).
(3) ابن كثير، البداية والنهاية (13/ 28).
مخ ۸
============================================================
مقدمة المحقق / ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي الواعظ، الأديب، شيخ وقته، وإمام عصره"(1).
عقيدته: بعد الإمام ابن الجوزي من علماء المذهب الحنبلي الذين لم تتلوث عقيدتهم بدرن التشبيه والتجسيم، فقد ألف كتاب لادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" رد فيه على المجسمة الذين ينتسبون إلى الإمام أحمد بن حنبل وهو منهم براء، وبين فيه أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تثزية الله تعالى عن الجسمية ولوازمها من الجهة والمكان والحد والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث والأجسام(2)..
ومما قاله في هذا الكتاب: "الواجب علينا، أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا تتبعض، ولا يحويها مكان، ولا توصف بالتغير ولا بالانتقال"(3).
وقال أيضا: "كل من هو في جهة يكون مقدرا محدوذا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، والجهة ليست في جهة وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان؛ ويوضحه أن المكان يحيط بمن فيه والخالق لا يحويه شيء ولا تحدث له صفة8(4).
وقال في "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك" وهو يرد على بعض المجسمة: "انظر (1) اين رجب، فيل طبقات الحنابلة (2/ 461).
(2) جاء في كتاب "اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حتبل" لأبي الفضل التميمي البغدادي الحبلي: "وأنكر - أي الإمام أحمد - على من يقول بالجسم، وقال: إن الأشماء مأخوذة بالشريعة واللغق وأهل اللعة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف، والله خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جشما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل". أبو الفضل التميمي، اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل (مطبوع بذيل "طبقات الحتابلة" لابن أبي يعلى الحنبلي) (298/2) .
(3) ابن الجوزي، دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص / 170).
(4) ابن الجوزي، دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص /136).
مخ ۹
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي إلى حماقة هذا الجاهل، أنكر أن يكون الخالق موجودا لا في زمان ولا في مكان وتسي أنه أوجدهماء وإنما ذكرث هذا من أشعاره ليشتدل بها على كفره، فلعنه الله"(1).
وقال في كتابه "صيد الخاطر": "عجبت من أقوام يدعون العلم، ويميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرها، فلو آنهم أمروها كما جاءت سلموا، لأن من أمر ما جاء ومر من غير اعتراض ولا تعرض، فما قال شيئا، لا له ولا عليه.
ولكن أقواما قصرت علومهم، فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعطيل، ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا، وما هم إلا بمثابة قول الحجاج(4) لكاتبه وقد مدحته الخنساء، فقالت: إذا هبط الحجاج أرضا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة شفاها فلما أتمت القصيدة، قال لكاتبه: اقطع لسانها! فجاء ذاك الكاتب المغفل بالموسى، فقالت له: ويلك! إنما قال: أجزل لها العطاء، ثم ذهبت إلى الحجاج فقالت: كاد والله يقطع مقولي.
فكذلك الظاهرية(3) الذين لم يسلموا بالتسليم، فإنه من قرأ الآيات والأحاديث ولم (1) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (27/16) .
(2) هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي (ت/95ه)، قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(344/4): "وكان ظلؤما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكا للدماء، وكان ذا شجاعة، واقدام، ومكر، ودهاي، وفصاحة وبلاغة...". وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في ثقيف كذابا ومبيرا". كما رواه مسلم في صحيحه (4/ 1971) (رقم/2545) عن أسماء بنت أبي بكر. ومعنى "المبير": أي المسرف في إهلاك الناس وقتلهم، قال اين كثير في "البداية والتهاية" (13/9): "وأما "المبير" فهو الحجاج بن يوسف هذا، وقد كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جبارا عنيدا، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة (3) أي الذين تمسكوا بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة لاثبات التجسيم والتشبيه، وليس أثمة الظاهرية كابن حزم، فإنه من المنزهين لله تعالى عن المكان والجهة وسيأتي كلامه (ص/35) في ذلك.
مخ ۱۰
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي يزدلم ألمه، وهذه طريقة السلف(1).
فأما من قال: الحديث يقتضي كذا ويحمل على كذا، مثل أن يقول (2): استوى على العرش بذاته، وينزل إلى السماء الدنيا بذاته، فهذه زيادة فهمها قائلها من الحس لا من النقل.
ولقد عجبت لرجل أندلسي، يقال له: ابن عبد البر، صنف كتاب "التمهيد"، فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا، فقال: لهذا يدل على أن الله تعالى على العرش، لأنه لولا ذلك لما كان لقوله: "ينزل" معنى"(3). وهذا كلام جاهل بمعرفة الله (2)، لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام، فقاس صفة الحق عليه، فأين هؤلاء وأتباع الأثر؟! ولقد تكلموا بأقبح ما يتكلم به المتأولون، ثم عابوا المتكلمين: واعلم أيها الطالب للرشاد، أنه قد سبق إلينا من العقل والنقل أصلان راسخان، عليهما أمر الأحاديث كلها: أما النقل: فقوله: ليس كمثليه شي* [الشورى /11]، ومن فهم هذا لم يحمل وصفا له على ما يوجبه الحس.
وأما العقل: فإنه قد غلم مباينة الصانع للمصنوعات، واستدل على حدوثها بتغيرها ودخول الانفعال عليها، فثبت له قدم الصانع"(5).
(1) الصواب: (بعض الشلف) لأن البعض الآخر قد ثبت عنهم أنهم أولوا المتشابه، وسيأتي كلامهم في المبحث الثاني من هذه المقدمة (ص /131 -144).
(2) أي المجسم لله تعالى عن قوله.
(3) انظر: ابن عبد البر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (129/7).
(4) والغريب العجيب من ابن عبد البر كيف يقول هذا الكلام، وقد نقل هو عن الإمام مالك بن أنس أنه أول لاحديث النزول" بنزول الملك بأمر الله تعالى، حيث قال في "التمهيد لما في موطأ الإمام مالك من المعاني والأسانيده (143/7). "وقد روى محمد بن علي الجبلي وكان من ثقات المسلمين بالقيروان، قال: حدثنا جامع بن سوادة بمصر، قال: حدئنا مطرف، عن مالك بن أنس، أنه سئل عن الحديث: "إن الله ينزل في اللئل إلى سماء الدثيا"، فقال مالك: يتنزل أقره".
(5) ابن الجوزي، صيد الخاطر (ص/98 - 99).
مخ ۱۱
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي وقال في "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك": "أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، قال: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر بالله في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة "الاعتقاد القادري" الذي ذكره القادر، فقرئ في الديوان وحضر الزهاد والعلماء، وممن حضر الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه: أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر. وهو: يجب على الإنسان أن يعلم: أن الله وحده لا شريك له، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وهو أول لم يزل، وآخر لا يزال، قادر على كل شيء غير عاجز عن شيء، إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون(1)، غني غير محتاج إلى شيء، لا اله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، يطعم ولا يطعم، لا يستوحش من وحده، ولا يأنس بشيء، وهو الغني عن كل شيء، لا تخلفه الدهور والأزمان، وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان، والليل والتهار، والضوء والظلمة، والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق، والبر والبحر وما فيهما، وكل شيء حي أو موات أو جماد؟!
كان ربنا وحده لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجته إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقراد راحة كما يستريخ الخلق..."(2).
مصفاته: له نحو ثلاث مثة مصنف، منها على سبيل المثال: "تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصرالسير والأخبار"، و"الأذكياء وأخبارهم"، ولامناقب عمر بن عبدالعزيز"، ولروح الأرواح"، ولشذور العقود في تاريخ العهود"، و"المدهش" في المواعظ وغرائب الأخبار، و"المقيم المقعد" في دقائق العربية، ولاصولة العقل على الهوى" في الأخلاق، و"الناسخ
والمنسوخ" في الحديث، ولتلبيس إبليس"، و"فنون الأفنان في عيون علوم القرآن"، (1) قال الإمام النسفي الماتريدي الحنفي في كتابه "تبصرة الأدلة في أصول الدين" (414/1): "غير أن أصحابنا يقولون: إن قوله: كن عبارة عن سرعة الإيجاد من غير تعذر".
(2) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (279/15 - 280).
مخ ۱۲
============================================================
مقدمة المحقق) ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي و"القط المنافع" في الطب والفراسة عند العرب، و"المتتظم في تاريخ الملوك والأمم"، واختصره فسماه: "مختصر المنتظم"، و"الذهب المسبوك في سير الملوك"، ولاعجائب البدائع"، وكتاب: "الحمقى والمغفلين"، و"الوفا في فضائل المصطفى"، ولامناقب عمر ابن الخطاب"، و"مناقب أحمد بن حتبل"، ولاصيد الخاطر"، و"الياقوتة" في الوعظ و"المختار من أخبار المختار"، و"مثير عزم الساكن إلى أشرف الأماكن" في تاريخ مكة والمدينة، و"المجتبى من المجتنى" في أنواع العلوم، وكتاب: "الضعفاء والمتروكين" في رجال الحديث، و"المنظوم والمتثور في مجالس الصدور"، و"المنهل العذب" في الوعظ، ولاغريب الحديث"، واتبصرة المبتدي وتذكرة المتتهي" ويقال له: "التبصرة"، ولاري الظماء فيمن قال شغرا من الإماء"، و"ابحر الدموع" في الوعظ والإرشاد، و"نزهة الأعين التواظر في علم الوجوه والتظائر" في التفسير، و"الحدائق لأهل الحقائق" في المواعظ و"أسماء الضعفاء والواضعين" في رجال الحديث، و"الموضوعات في الأحاديث المرفوعات"، ولازاد المسير في علم التفسير"، و"آفة أهل الحديث والرد على عبد المغيث" وانتيجة الإحياء" اختصر به كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، و"كشف المشكل من حديث الصحيحين"، وكتاب "الرد على المتعصب العثيد المانع من ذم يزيد" رد فيه على عبد المغيث الحنبلي المدافع عن يزيد بن معاوية، و"المجالس في المتشابه من الآيات القرآنية" وهو كتابنا هذا، ولادفع شبهة التشبيه بأكف التنزيه" في الرد على المجسمة، و"التحقيق" في أحاديث الخلاف (1).
قال ابن خلكان: "فمن أحسن ما يحكى عنه، أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي، فرضي الكل بما ئجيب به الشيخ أبو الفرج، فأقاما شخضا سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه، فقال: "أفضلهما من كانت ابتته تحته". ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. فقالت السنة: هو أبو بكر، -1104). والزركلي، الأعلام (316/3 - 317).
(1) انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام (4-1102/12
مخ ۱۳
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي لأن ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه [وآله](1) وسلم، وقالت الشيعة: هو علي لأن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. وهذا من لطائف الأجوبة، ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر كان في غاية الحسن فضلا عن البديهة. وله محاسن كثيرة يطول شرحها"(2).
الابتلاء سنة الله في خلقه وخاصة العلماء والصالحين، وذلك لئعلي درجتهم في الجنة، ويمحص أفئدتهم، ومنهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى، فقد قال الحافظ الذهبي عنه: "نالته محنة في أواخر عمره، وذلك أنهم وشؤا إلى الخليفة الناصر به بأمر اخثلف في حقيقته وذلك في الصيف؛ فبينا هو جالسش في داره في السرداب يكتب، جاءه من أسمعه غليظ الكلام وشتمه، وختم على كتبه وداره، وشتت عياله. فلما كان في أول الليل حملوه في سفينة، وأحدروه إلى واسط، فأقام خمسة أيام ما أكل طعاما، وهو يومئذ ابن ثمانين سنة، فلما وصل إلى واسط أنزل في دار وحبس بها، ولجعل عليها بواب، وكان يخدم نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماء من البثر، فبقي كذلك خمس سنين، ولم يدخل فيها حماما.
وكان من جملة أسباب القضية أن الوزير ابن يونس قبض عليه، فتتبع ابن القصاب أصحاب ابن يونس. وكان الركن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجئلي (1) ما بين معقوفين وهو: [وآله] زيادة مني لا يذكرها أكثر العلماء، وهو من الخطأ الجسيم الذي يقع فيه عامة العلماء والمشايخ في كتبهم وخطبهم ودروسهم، إذ يختصرون على الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون (آله)، فيقولون مثلا: (صلى الله عليه وسلم)، وبعضهم يختصر هذه الصيغة، فيقول: (صلى سلم) أو (صعى سلم)!1! وهو مخالف لما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن من تتبع ألفاظ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجدها كلها مشفوعة بالصلاة على (أهل البيت) مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انظر كتابنا: "مناقب آل بيت النبي عند أهل الشنة والجماعة" (ص/ 36) طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، عام 2012م.
(2) ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (3/ 141 - 142) .
مخ ۱۴
============================================================
مقدمة المحقق / ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي المتهم بسوء العقيدة واصلا عند ابن القصاب، فقال له: أين أنت عن ابن الجوزي، فهو من آكبر آصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدي وأحرقت كتبي بمشورته، وهو ناصبي(1) من أولاد أبي بكر؟!
وكان ابن القصاب شيعيا خبيثا، فكتب إلى الخليفة وساعده جماعة، ولبسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الركن عبد السلام، فجاء إلسى باب الأزج إلى دار ابن الجوزي، ودخل وأسمعه غليظ المقال كما ذكرنا.
وأنزل في سفينة، ونزل معه الركن لا غير، وعلى ابن الجوزي غلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأحدر إلى واسط، وكان ناظرها العميد أحد الشيعة.
فقال له الركن: حرسك الله، مكني من عدوي لأرميه في المطمورة.
فعز على العميد وزجره وقال: يا زنديق أرميه بقولك هات خط الخليفة، والله لو كان من أهل مذهبي لبذلت روحي ومالي في خدمته!
فعاد الركن إلى بغداد، وكان بين ابن يونس الوزير وبين أولاد الشيخ عبد القادر عداوة قديمة، فلما ولي الوزارة ثم أستاذية الدار، بدد شملهم، وبعث ببعضهم إلى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن باحراق كتبه النجومية.
(1) ليس صحيحا البتة نسبة النصب للإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى؛ بل على العكس من ذلك، فقد كان سيفا صقيلا على مجسمة الحنابلة النواصب، وشنع عليهم نصبهم وحبهم (يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)، حيث ألف كتابا في ذم يزيد سماه: "الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد" [طبع في دار الكتب العلمية]) رد فيه على عبد المغيث الحنبلي المدافع عن (يزيد)؛ وقد وصفهم بأنهم كسؤا المذهب الحنبلي برجس النصب والتجسيم، حيث قال في كتاب لادفع شيه التشبيه بأكف التنزيه" (ص/102) وهو يرد عليهم: "فلا ثدخلوا في مذهب هذا الرجل اأي الإمام أحمدا الصالح السلفي ما ليس منه، ولقد كسيتم هذا المذهب شينا قبيخا حتى صار لا يقال حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته".
مخ ۱۵
============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي وكان السبب في خلاص ابن الجوزي أن ابنه محيي الدين يوسف ترعرع وقرأ الوعظ، وطلع صبيا ذكيا، فوعظ، وتكلمت أم الخليفة في خلاص ابن الجوزي فأطلق، وعاد إلى بغداد.
وكان يقول: قرأت بواسط مدة مقامي بها كل يوم ختمة، ما قرآت فيها سورة يوسف من حزني على ولدي يوسف وشوقي إليه.
وكان يكتب إلى بغداد أشعارا كثيرة"(1).
وفاته: توفي ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء (13/ رمضان /597 ه)، في داره بقطفت(2).
وقد أوصى أن يكتب على قبره: يا كثير العفو عمن كيرالذنب لديه جاءك المذنب يزخجوا الف صفح عن جوم يديه 9 أتا ضيف وجزاء الض ضيف إخسان إلنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته(3).
659 (1) الذهبي، تاريخ الإسلام (1108/12).
(2) قطفتا: محلة غربي بغداد.
(3) انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام (1108/12).
مخ ۱۶
============================================================
هدف الكتاب يبين الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب - كما في سائر كتبه العقدية عقيدة أهل السنة والجماعة في حق الله تعالى، والتي تنص على أن الله تعالى: "واحد قديم لا أول له، أزلي لا بداية له، مستمر الوجود لا آخرله، أبدي لا نهاية له. وأنه ليس بجشم مصور، ولا جؤهر مخدود مقدر، وأنه لا يمائل الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام، بل لا يمائل مؤجودا ولا يمائله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء. وآنه لا يحده المقدار ولا تخويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات. وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء، تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان"(1).
وما ورد في القرآن الكريم من آيات متشابهة يتوهم منها الجاهل في اللغة العربية التجسيم والتشبيه في حق الله تعالى، فإنها تفسر وفق جمهور الأمة الإسلامية على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك من أفانين الكلام؛ وهذا مسلك التأويل الذي يقرره الإمام ابن الجوزي في كتابه هذا.
وقال بعض السلف: نؤمن بها ونقر كما نصث، ولا نعين تفسيرها، وهذا هو مسلك التفويض الذي نسبه علماء أهل الشنة لبعض علماء السلف.
(1) انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين (108/1).
مخ ۱۷
============================================================
مقدمة المحقق ( هدف الكتاب وقال قؤم من حشوية أهل الحديث على أنها صفات زائدة على الذات ثابتة لله تعالى، وه نثبت حقيقتها ونفوض كيفيتها إلى الله تعالى؛ وهذا هو مسلك المجسمة الذين يثبتون لله تعالى الجسم ولوازمه من الجهة والمكان والجوارح وما شابه من صفات الحوادث التي يتعالى الله عنها ويتقدس.
والإمام ابن الجوزي في هذا الكتاب، نقل الرأيين الأولين - أي مسلك التأويل والتفويض - ونسبهما إلى أهل الشنة والجماعة، ورد مذهب حشوية أهل الحديث؛ بيد أن بعض المجسمة، اغتر بكلام ابن الجوزي عند تبنيه في بداية كتابه هذا مسلك التفويض، وزعم أنه تاب من منهج التنزيه إلى منهج التجسيم (1)!!
وهذا استنتاج باطل مردوة من كلام الإمام ابن الجوزي في هذا الكتاب نفسه، وذلك بدليلين: الأول: أله رد في كتابه هذا على المجسمة عقيدتهم في إثبات الجسم لله تعالى، حيث قال (ص/ 361): "وليس الخلاف في اليد، إنما الخلاف في الجارحة. وليس الخلاف في الوجه، وإنما الخلاف في الضورة الجسمية. وليس الخلاف في العين، وإنما الخلاف في الحدقة. فالمعتزلة يذهبون إلى التعطيل والتمويه، والمشبهة إلى التمثيل، وأهل السنة إلى التوحيد والتنزيه. فالمعتزلة جحدوا، والمشبهة التحدوا، وأهل الشنة وحدوا".
وقال أيضا (ص/461): "والمشبهة قالوا: أراد باليد الجارحة، وبالوجه وجه الصورة، وكذلك كل ما جاء عن هذا النحو، تأولوه تأؤلا أبطلوا به".
وقال أيضا وهو يرد عليهم إثباتهم الجوارح لله تعالى (ص/ 461): "وأما قول من أراد به الجارحة(2) فباطل أيضا، لأنه لو كان يده يد جارحة ووجهه وجه جارحة، لشبهته (1) انظر هذا الكتاب (ص/ 161)، وما تعقبناه على كلام المؤلف من كلام المؤلف نفسه في كتبه الأخرى، فإنه في غاية الأهمية في رد هذه الشبهة الواهية.
(2) وهم المجسمة الذين يأخذون بظواهر النصوص لإثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى.
مخ ۱۸
============================================================
مقدمة المحقق) هدف الكتاب بنفسك، والخالق لا يشبه بالمخلوق، ولا يجوز عقلا ونقلا. أما العقل، فلاستحالة 2 ذلك عليه. وأما النقل، فقوله: { ليس كمثله شيت} [الشورى/11]، وقوله: { ولم ر2 4 سه يكن له كفوا أحد} [الإخلاص/4]؛ فنفى الممائلة والتكافؤ بينه وبين خلقه. ثم لو حمل المشبة ظواهر الآيات في الصفات على ما يغقل من صفاته لتخيط اعتقادة، فإن الحق يقول في موضع: يدالله فوق أيديهم } [الفتح/10] فأثبت يدا واحذا، وقال في موضع: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى} [ص /75]، وقال في موضع آخر: مماعملت أيدينا أنعكما} [يس/71]، فجمع؛ فإن حمل الآية على ظاهرها على ما يتوهمه من الجارحة، فلا يخلو آن يثبت له يذا واحدة آو اثنتين آو ثلاثة وما زاد على ذلك، وكل ذلك نقص يليق بالمخلوق ولا يليق بالخالق..80.
وقال أيضا (ص/961): "وكذلك قال الله: ولئصنم على عيني} [طه/39]، وقال: وأصنع الفلك بأغيننا} [هود/ 37]، وقال: تجرى بأعيننا} [القمر/14])، فإن قلت في قوله
على عيني*: إن له عينا واحدة وهي جارحة، فنقص(...)، وإن قلت: إن له أعينا جوارح، فقد أبطلت مذهبك(1). وقولك: إن له صورة كصورة آدم وله عينان وليس له أعين، فذلك يشتقبح في حق المخلوق فكيف في حقه تعالى؟1".
وقال أيضا (ص/271): "قل: آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل. وعلي ضمانك في يوم القيامة. فإنه لا بد آن تعتقد آن معبودك لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء . ولا آحيلك على العقل والكلام، وقد قال الله تعالى: ليس كمثله شي؟}، وتكفيك هذه ردا على المشبهة والمجسمة، وتكفيك وهو السميع البصير} رذا على المعطلة".
والدليل الثاني: إنه رد في كتابه هذا مسلك المجسمة في تتبع الآيات المتشابهة وعدم (24 تأويلها، حيث قال (ص/175): "وقول المشبهة: "إن الصحابة ما اشتغلوا بالتأويل"(2)، (1) لأن المجسم يثبت لله تعالى عن قوله عينين اثنين فقط دون الأعين!!!
(2) كلامهم غير صحيح، لأنه قد ثبت عن الصحابي الجليل ابن عباس أنه أول بعضا من الآيات التي يستشهد بها المجسمة لإثبات الجوارح لله تعالى عن ذلك، ويأتي في المبحث الثاني نماذج من ذلك.
مخ ۱۹
============================================================
مقدمة المحقق) هدف الكتاب فأقول: وكما لم يشتغلوا بالتأويل لم يشتغلوا بالتشبيه والتمثيل".
وقال أيضا (ص/175): "ومثالك مثال رجل يقول: إن الصحابة كانوا إذا أرادوا أن يقصدوا مكة لا يدخلون الكوفة، لأنهالم تكن على طريقهم، لأن مقصدهم حضور عرفات لا لأن دخول الكوفة بدعة؛ فكذلك ها هنا إن كانوا تركوا التأويل(1) ما تركوه لكونه محظورا، وإنما تركوه لأن هذه الشبه والبدع التي ظهرت في هذا الوقت لم تكن في ذلك الوقت تفتقر إلى التأويل؛ بخلاف هذا الوقت، فإن البدع فيه قد ظهرت والشبه فيه قد انتشرت، فتحتاج فيه إلى التأويل لدحض شبهة التشبيه والتعطيل".
وقال أيضا (ص/176): "والمريض من هو الآن في هذا الزمان؟ المرض: التشبيه والتعطيل. والدواء: التفسير والتأويل".
وقال أيضا (ص/ 177): "ثم أقول: وكيف يمكن أن يقال: إن السلف ما استعملوا التأويل؟ وقدورد في الصحيح عن سيد الكؤنين: أنه قدم له ابن عباس وضوءه، فقال: "من فعل هذا؟". قلت: أنا يا رسول الله. فقال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل"(2).
فلا يخلو إما أن يكون الرسول أراد أن يدعو له أو عليه. فلا بد أن تقول: أراد الدعاء له لا دعاء عليه. ولو كان التأويل محظورا لكان هذا دعاء عليه لا له. ثم أقول: لا يخلو إما أن تقول: إن دعاء الرسول ليس مستجابا، فليس بصحيح. وإن قلت: إنه مستجاب، فقد تركت مذهبك وبطل قولك: إنهم كانوا لا يقولون بالتأويل. وكيف والله يقول: وما يقلم تأويله " إلا الله وألراسخون فى العلو)" .
وبهذا يتبين لنا أن الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى لم يغير مذهبه من التثزيه إلى التجسيم وإثبات الجوارح والأعضاء لله تعالى عن قولهم.
(1) لم يترك الصحابة التأويل أصلا كي يقال هذا الكلام، وما جاء عن الصحابي الجليل ابن عباس خير شاهد على آنهم لم يتركوه.
(2) سيأتي تخريجه لاحقا (ص /122، 172).
مخ ۲۰