236

============================================================

1170 مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار قوله -جل وعز-: وإذا قيل لهم آمنواكما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء الا إنهم همالسفهاء ولكن لا يعلمون() التفسير قال أهل التفسير: (لهم) كناية عن منافقي اليهود أو عن اليهود. قال لهم المؤمنون: أمنوا كما أمن المؤمنون من أصحاب -70ب - محمد -صلى الله عليه وسلم - إيمان إخلاص لا إيمان فاق، وهو قول ابن عباس. في رواية أبي روق عن الضحاك: فأجابوا وقالوا: أنؤمن كما أمن السفهاء، يعنون أصحاب رسول الله؛ والاستفهام في معنى التوبيخ والإنكار، أي فلن نفعل ما يقولون فيكون سفها، وإذا حملت الآية على المنافقين كان هذا الإتكار فيما بينهم لا مع المؤمنين؛ واذا حملت على اليهود جاز أن يكونوا مظهرين بهذا القول.

قال مقاتل: إن جماعة من اصحاب رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم - مثل معاذ وسعدبن معاذ وأبي أمامة قالوا لليهود: أمنواكما أمن عبد الله بن سلام؛ فقالوا في أنفسهم أو مع اا أصحابهم: (أنؤمنكما آمن السشفهاء) والأكثرون على أنها في المنافقين.

وقال بعض أهل المعاني : إن هذا الجواب ماكان مصرحا به عنهم، لكنهم عرضوا ببعض ما في نفوسهم من الإنكار ونسبة المؤمنين إلى الجهل والسفه، كماقال تعالى: (ولتغرقنهما في لخن القول).

والسفهاء جمع السفيه؛ والسفه في اللغة الخفة1، يقال: ثوب سفيه، أي خفيف النسج.

فالسفهاء الجهال الذين عقولهم خفيفة، وقال المؤرج: السفيه البهات الكذاب؛ وقال قطرب: هو العجول الظلوم القائل بغير الحق؛ وقيل: هو الجاهل بلغة كنانة. قال الحسن: كما أمن السفهاء، يعني الصبيان الذين لاعقول لهم ولا التدبير في العواقب، قال تعالى: (ولاتؤتوا الشفهاء أفوالكم" يعني النساء والصببان؛ وروي ذلك أيضا عن ابن عباس.

قال الله تعالى: (ألا إنهم هم الشفهاء) أي تنبهوا أنهم هم الذين لا قدر لهم عند الله.

ولاوزن في ميزان الله، وهم الجهال الذين لا تدبير لهم ولا تفكير في العواقب: إذ جهلوا 1. في الهامش عنوان: اللغة.

ليتهنل

مخ ۲۳۶