============================================================
تفير سورة الفاتحة89 مشتملا على معان خفية؛ وإذا لحظنا بإشارتهم إلى الكلمات رأينا نظمها مشتملا على أسرار دفينة تطلعنا منها إلى الحروف؛ فعرفنا أنها لاتخلو من أسرار أخر، وأنها توازن من حيث العدد أضرابها من الموجودات، وأنها إذاكانت أول ماكتب بالقلم الأول في اللوحا المحفوظ ؛ فهى مبادي الموجودات، ومن نوركل حرف منها حصل موجود في العالم العلوي والسفلي: وهي مفاتيح الغيب ومقاليد السماوات والأرض، وهي الحروف العلوية، والحدود العقلية لايعلمها إلا هو تبارك الله رب العالمين.
القول في تفسير "الحندلله رب العالمين" قال بعض المفسرين هو ابتداء ثناء وحمد أثنى الله تعالى على نفسه تعظيما لجلاله، وتعليما لعباده، حتى إذا حمدوه قالوا: "الحمد لله."1 وقال بعضهم: فيه إضمار فعل؛ فمعناه قولوا الحمد لله. فلفظه خبر ومعناه آمر؛ وهو قول الكسائي؛ ويروى عن ابن عباس كذلك؛ وقيل القول المضمر في أول السورة يتجزا إلى "الحسد لله." وأما الألف واللام فيه لاستغراق الجنس؛ ويجوز أن يكون للعهد؛ واللام في قوله "لله" لأمر الاضافة؛ فيجوز أن يكون -35 ب - للتمليك على معنى أنه مالك الحمد؛ ويجوز أن يكون للاختصاص والاستحقاق كما يقال: الباب للدار.
ثم الحمد له معنيان: أحدهما الشكر؛ والثاني الثناء والمدح؛ فإذا كان في مقابلة النعمة كان معناه الشكر؛ وإذا كان على فضيلة ومنقبة كان بمعنى الثناء؛ يقال: حمدت فلانا على نفمته، اي شكرته؛ وحمدته على شجاعته؛ آي مدحته.
وفي كتاب الخليل: الحمد نقيض الهجاء: وهو حسن الثناء؛ والمدح نقيض الذم. قال الأخفش: حمد الله الثناء عليه والشكر لنعمه: ويقال: فلان يشتري الحمد بماله، أي المدح: ويقال2 للرجل: لاتحمدن3 امرءأ حتى4 تجربه، 1. في الهامش عبارة: التفسير واللغة.
3. س: لايحمدن.
4- س: المحبى: ليتهنل
مخ ۱۵۵